![](https://www.barlamane.com/wp-content/uploads/2017/02/boukhari.jpg)
يبدو أن انفصاليي “البوليساريو” لم يستسيغوا عودة المغرب إلى الاتحاد الافريقي، وإن حاولوا التعبير عن سعادتهم بهذه العودة معتبرين أنها تمثل”انتصارا” بالنسبة لهم.
غداة هذا الحدث، بدأ الانفصاليون يشعرون تدريجيا بوقع الضربة، وأصبحوا يدركون أن مستقبلهم داخل هذه المنظمة القارية ربما أصبح مهددا، ويتخوفون من أن وصول أمين عام جديد على رأس الأمم المتحدة ، في شخص البرتغالي أنطونيو غوتيريس ، سوف لن يكون في صالحهم.
هذا على الأقل ما يستشف من تصريح ممثل الجبهة الانفصالية في الأمم المتحدة، أحمد بوخاري، الذي عبر في ما يشبه التحذير، عن أمله في ألا يسمح غوتيريس بأن “يرهبه” المغرب.
وقال بوخاري في تصريحات للصحفيين بنيويورك، “آمل أن يتمكن (غوتيريس) من المضي قدما في مواجهة التحدي وألا يهاب استراتيجية : إما معي أو ضدي”، في إشارة إلى المغرب.
وحسب المسؤول الانفصالي، فإنه على الأمين العام “أن يضمن كامل الاحترام للمنظمة الأممية ولمؤسساتها ولبعثتها” (المنيرسو).
بوخاري الذي يقول الشيء ونقيضه، يؤكد مع ذلك أن الصحراويين يضعون ثقتهم في العمل الذي سيقوم بها الأمين العام الجديد، قبل أن يحذر في ذات الوقت، من “العراقيل التي تنتظره”، كما يزعم.
وقال “أدرك أن المغرب بصدد اللجوء إلى استراتيجية التخويف ضد الأمين العام. فقد استعملوها مع بان كي مون. وآمل ألا تستعمل مع غوتيريس”، في إشارة إلى الخلاف بين المغرب والأمين العام الأممي السابق ، الذي وصف تواجد المغرب بالأقاليم الصحراوية بـ”الاحتلال”.
بوخاري برر أيضا مخاوفه بكون بعثة المنيرسو لم تسترجع بعد طاقتها الكاملة بعد طرد المغرب لجزء من مكونها المدني، حيث أشار إلى أن المنيرسو تمثل أحد العناصر التي تحول دون استئناف المفاوضات المجمدة منذ 2012 ، وهو المسلسل الذي يرغب “البوليساريو” استئنافه بعد عودة المغرب الى الاتحاد الافريقي.
وقال ممثل الجبهة الانفصالية في هذا السياق،” أعتقد أن هناك فرصة كبيرة لحل النزاع، إذا ما توقف المغرب عن ممارسة هذا الأسلوب”. وهو بذلك ينخرط في تناقض صارخ عندما يقول في الآن ذاته أنه اكتشف “مؤشرات” تدل على النوايا الحقيقية للمغرب.
وتابع قائلا: “على المجتمع الدولي والدول الأعضاء في الاتحاد الافريقي دفع المغرب إلى تطبيق ميثاق الأمم المتحدة وميثاق الاتحاد الافريقي”.
وفي رده على سؤال حول زيارة وزير الخارجية الاسباني ألفونسو داستيس الأخيرة للمغرب، اعتبر أن قضية الصحراء لم تعد بتاتا تحظى باهتمام اسبانيا، مضيفا أنه “لا يعلم سبب ومبرراته” هذا الموقف، قبل أن يشدد على أن مستقبل المنطقة يجب أن يقوم على “استقلال الصحراء الغربية”، على حد زعمه.