الأخبارخارج الحدود

الجزائر : أين الرئيس ؟ أين بوتفليقة ؟

الخط :
إستمع للمقال

لا يخفى على أحد في الجزائر أن البلاد تعرف ظاهرة سياسية جديدة منذ حوالي سنتين أدخلها المتتبعون للوضع السياسي الجزائري في خانة التغييرات السياسية التي تعرفها البلاد ألا و هي ” أين الرئيس ” أو ” أين بوتفليقة ” , بوتفليقة الرجل الثمانيني في عمره يحكم الجزائر منذ أكثر من

خمسة عشرة سنة , و هو لليوم يحكمها , حيث انتخب رئيسا لأكبر دولة افريقية و هو مقعد على كرسي متحرك , حينها وصف الرئيس في تلك الفترة من قبل أنصاره بأنه ” روزفلت الجزائر” قدورة بحكم روزفلت لأمريكا على كرسي متحرك , غير أنه الوضع متغير تماما , فليست الجزائر كما أمريكا , ولا بوتفليقة
كروزفلت , فالرئيس مغيب تماما عن الساحة السياسية الجزائرية منذ انتخابه رئيسا للدولة , يراه الجزائريون من فترة لأخرى على كرسيه مبتسما لبضع ثواني مستقبلا لشخصية سياسية أو مسؤول سامي في الدولة , رغم تشكيك التلفزيون الفرنسي في الصور التي يبثها التلفزيون الجزائري و اعتباره في عديد المرات أن الصور مفبركة
بوتفليقة الغائب أو بوتفليقة القائد المرتدي لطاقية الاخفاء , يصدر مراسيم , كما عين و أقال المئات من كبار المسؤولين في الدولة , الأمر الذي أدخل العديد من الخبراء في حيرة من أمرهم , هل بوتفليقة له القدرة على فعل كل هذا خصوصا و أن وضعه الصحي لا يثبت بأن الرجل حتما قادر على ادارة كل هاته الملفات , فبوتفليقة أقال مسؤوليين أمنيين كبار , بل و عين أخرون , بل اتخذ حتى قرارات لم يتخذها في عنفوان قوته كاقالة عبد العزيز بلخادم ممثله الشخصي و طلبه من أمين حزب جبهة التحرير الوطني عمار سعيداني بطرده من هياكل الحزب , الأمر الذي شكك في أنه صادر من بوتفليقة كونه عرف منذ توليه الحكم بدبلوماسيته و رزانته و ارضاء كافة الأطراف بل و طردها بطريقة لبقة .
لن أدخل في متاهات كبيرة و لن أحلل أكثر مما هو واضح للعيان لكن أسئلة كثيرة تراود ذهن كل سياسي جزائري , كيف للرئيس أن يمرر مشاريع ضخمة بحجم تعديل الدستور , و كيف له أن يراقب و يسير أكثر من 280 مليار دولار كميزانية للدولة بين 2015 الى غاية 2019 , و كيف للرئيس أن يثق في أناس و هو غائب عن مراقبتهم , كلها أسئلة تحتاج الى أجوبة تحت راية سؤال واحد ألا و هو ” أين الرئيس ؟
بوتفليقة مريض ؟ نعم لكن هل صحيح مقولة أن شقيق الرئيس الأكبر السعيد بوتفليقة هو من يحكم البلاد , كلام منتشر في الجزائر بكثرة بل هناك من الجزائريون من يعتبرون أن السعيد بوتفليقة هو من يحكم و هو من يدير أمور الدولة , كون شقيقه الرئيس مريض , و أنه لو لم يكن السعيد لانهارت الدولة منذ مدة , لست بصدد التقليل من وجود اطارات و مؤسسات الدولة , لكن الواضح للعيان ان صحت مقولة أن السعيد بوتفليقة هو من يسير الجزائر , فأظن بأنه نجح الى حد بعيد عن شقيقه الرئيس , كونه اتخذ قرارات لم يستطع حتى بوتفليقة نفسه أن يتخذها , في ظل أوضاع دولية و اقليمية ملتهبة ,
على رأسها تدهور أوضاع دول الجوار كتونس , ليبيا , مالي و غلق الحدود مع المغرب , ضف الى ذلك التهاب الجبهة الاجتماعية على جميع الأصعدة من طلبات التوظيف الى أزمة السكن و المطالبة بالسكن , الى غيرها من المشاكل
فالمشكلة أصبحت أكثر من غياب للرئيس , فالجزائري دأب على رؤية بوتفليقة و نشاطاته المكثفة , فأصبح التساؤل كبير , هل سيفتتح الرئيس السنة الجامعية , هل سيفتتح الرئيس السنة القضائية و يلقي خطابه , هل سيحضر الرئيس ذكرى تأميم المحروقات , هل سيمرر الرئيس قانون المالية ….. الخ أسئلة كثيرة و كثيرة جدا
في اعتقادي أنه اذا كان بوتفليقة مريضا و عاجزا فمن أجل حفظ سمعة البلاد و سياستها وجب علينا و على الجميع اتخاذ الموقف الواضح من كل هذا , لست أنقص من انجازات الرئيس التي لا يخفيها أحد لكن وجب علينا اتخاذ موقف صارم , اما بترك الامور تسير بهاته الطريقة وراءها سؤال محير : أين هو الرئيس , و اما أن نتخذ قرار الانتخابات الرئاسية المبكرة و يكون فيها السعيد بوتفليقة مرشحا مع باقي المترشحين , و ننهي حاله التوتر و الانسداد السياسي الذي تعيشه البلاد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى