بإسدال الستار على فعاليات القمة العالمية للمناخ (كوب 22)، التي احتضنتها مراكش بمشاركة عشرات الآلاف من الضيوف الأجانب على رأسهم ما يزيد عن 100 شخصية بارزة بين رؤساء دول وحكومات ووزراء وهيئات دولية، يكون المغرب قد استطاع، مرة أخرى، بفضل كفاءة وقدرة أبنائه، ربح الرهان ورفع التحدي، على كل المستويات، وخاصة على مستوى توفير الأمن والأمان في عالم و في منطقة يسودهما التوتر واللامن.
فبعد أكثر من أسبوعين من العمل والسياحة في ربوع المدينة الحمراء، يعود هؤلاء الضيوف إلى بلدانهم يحملون معهم انطباعات إيجابية عن المملكة، ليس على حسن الاستقبال وكرم الضيافة فحسب، بل أيضا على مستوى الأمن والاستقرار الذي ينعم بها المغرب، في ظل ظرفية دولية وإقليمية صعبة تعيش على مدار الساعة على وقع أعمال الارهاب والتهديدات الخطيرة والمختلفة و الجريمة المتعددة الأنواع.
واعتبارا لكون الأمن يعد حجرة الزاوية في تظاهرات من هذا الحجم، فإنه يمكن القول بدون مواربة، أن البعد الأمني كان حاسما في توفير أسباب النجاح لـ”الكوب22″، هذا النجاح الذي جاء بلاغ الديوان الملكي ليؤكده ، مسجلا بأن الحدث عرف “نجاحا باهرا يشرف المغرب ويعزز الثقة والمصداقية التي يحظى بهما على الصعيد الدولي”.
وفي هذا الصدد، تظهر المعطيات المتوفرة أن نحو 25.000 من رجال الأمن قد تمت تعبئتهم ليسهروا على أن تمر هذه التظاهرة الكبرى في أجواء أمنية محكمة وسلسة، حيث لم يسجل أي حدث خلال أكثر من أسبوعي “الكوب22”.
وبالاضافة إلى العنصر البشري، تم توفير إمكانات لوجيستية جد كبيرة ومتطورة من خلال اللجوء إلى أحدث التيكنولوجيات.
ووعيا منه بجسامة المسؤولية وتقديرا للرهان الذي يمثله هذا الحدث العالمي ، نقل عبد اللطيف الحموشي، “باطرون” الأمن الداخلي المغربي وصاحب الاستراتيجية الإستباقية في محاربة التطرّف و الإرهاب و الجريمة ، مكاتبه إلى المدينة الحمراء ومكث بها طيلة فترة انعقاد قمة المناخ ، يسهر بنفسه على كل الترتيبات ويتابع كل التفاصيل.
وإن كان هذا يدل على شيئ ، فإنما يدل على أن هذه الإستراتيجية الإستباقية أصبحت تعطي ثمارها، حيث كان العالم كله شاهدا، طيلة هذه الفترة على استقرار المغرب في ظل مشاورات سياسية “محمومة” من أجل حكومة جديدة ، كانت تشغل بال مختلف الفعاليات السياسية في البلاد.
و موازاة مع تنظيم الكوب 22, احتضنت المدينة الحمراء مباراة رسمية هامة في كرة القدم بين منتخبي المغرب و كوت دي فوار ، حج إليها حوالي 45.000 متفرج و تمت تعبئة 7.000 رجل أمن و مر الحدث في أحسن الظروف.
وقد كان لافتا أن حاول “كارتل” المخدرات الدولي المحكم و المنظم، مرتين، استغلال انشغال الأمن المغربي في مراكش كي يستعمل التراب الوطني كمعبر لتسويق كميات كبيرة من مخدر الكوكايين. لكن احباط محاولة شواطئ الداخلة و محاولة مطار محمد الخامس الأخيرتين، أكد بما لا يدع مجالا للشك، يقضة عيون الأمن الوطني التي لا تنام و لا يُغمد لها جفن و التي تستحق كل التقدير و كل التنويه.
برافو سي حموشي، اخلاص ووفاء منقطع تانظير للملك و للوطن
كن رجالك في مستوى الحدث