الأزمة التركية الأوروبية: الدانمرك تلغي زيارة كانت مقررة ليلدريم متهمة أنقرة بالهجوم على الديمقراطيات الأوروبية
في خضم تصاعد الأزمة الديبلوماسية غير المسبوقة بين أنقرة وعدد من العواصم الأوروبية، أعلنت الدانمرك تبرمها من استقبال رئيس الحكومة التركة بن علي يلدريم في إطار زيارة رسمية كانت مبرمجة من قبل.
وقال رئيس وزراء الدنمارك لارس لوكه راسموسن، أنه اقترح تأجيل زيارة رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إلى الدنمارك هذا الشهر بسبب تصاعد الخلاف بين تركيا وهولندا، دون تحديد موعد آخر للزيارة.
وقال راسموسن، في بيان صحفي أمس الأحد، إنه “في ظروف عادية كنت سأرحب برئيس الوزراء التركي يلدريم في كوبنهاغن، ولكن في ظل الخطاب الهجومي الحالي من تركيا على هولندا لا يمكن النظر للاجتماع بمعزل عما يحدث… لذلك اقترحت على نظيري التركي تأجيل الاجتماع″.
وأضاف راسموسن أن الحكومة الدنماركية تراقب التطورات في تركيا بقلق كبير “، معتبرا أن مبادئ الديمقراطية في تركيا “تتعرض لضغط كبير”.
وتابع قائلا: “في ظروف عادية، فإن ذلك لن يمنع عقد اللقاء بل سيكون فرصة للتعبير عن قلقنا بشكل مباشر”، مضيفا أن عقد الاجتماع الآن مع رئيس الوزراء التركي في ظل الهجوم التركي على الديمقراطيات الأوروبية قد يراه البعض تساهلا من الحكومة الدنماركية.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أعرب عن اعتقاده بأن الدول الغربية “فشلت في امتحان الإنسانية والديمقراطية”، معتبرا أن هذه الدول “تمارس أساليب خسيسة”. وـاتي هذه التصريحات وسط تصاعد حدة التوتر بين تركيا من جهة، وهولندا وألمانيا، من جهة أخرى إثر منع الأخيرتين فعاليات تركية على أراضيها.
وقال أردوغان: “حذرت من ظهور النازية التي كانت نائمة واستيقظت اليوم من جديد عندما بدأ العداء ضد تركيا من قبل الغرب”، مضيفا قوله: “عندما تحدثت عن النازية والفاشية البعض انتقدني ولكن الغرب بدأ يكشف عن وجهه الحقيقي بكل وضوح خلال الأيام الأخيرة”.
وكانت هولاندا قد منعت طائرة وزير الخارجية التركي من الهبوط أمس الأول في روتردام حيث كان مقررا أن ينشط تجمعا للأتراك في إطار الحملة من أجل تعديل الدستور التركي، فيما منعت ألمانيا عددا من التجمعات التي كان من المقرر أن يشارك فيها وزراء أتراك.
