الأحزاب الإسلامية الجزائرية تتحالف في أفق صناعة وطن يتسع للجميع
أعلنت ثلاثة أحزاب إسلامية في الجزائر توقيعها على وثيقة تحالف استراتيجي أطلق عليه اسم “الاتحاد من أجل العدالة والنهضة والبناء”، استعدادا لخوض الانتخابات التشريعية المقررة في أبريل المقبل، وذلك خلال حفل أقيم في قصر المعارض شرقي العاصمة الجزائرية، أمس السبت 21 يناير 2017.
ووقع قادة الأحزاب الإسلامية الجزائرية الثلاث وهم، كل من مصطفى بلمهدي رئيس حركة البناء الوطني، وعبد الله جاب الله رئيس جبهة العدالة والتنمية، ومحمد دويبي أمين عام حركة النهضة؛ على وثيقة “التحالف الاستراتيجي”.
وبحسب نص الوثيقة، فإن التحالف الاسلامي الجديد بالجزائر يسعى لتحقيق 14 هدفا، أهمها “المحافظة على السيادة وحماية الوحدة الوطنية والدفاع عن الحقوق والحريات الفردية والجماعية”، كما يسعى التحالف إلى تحقيق ما وصفه “التقارب مع كافة التشكيلات السياسية بما يخدم المصلحة الوطنية وتنمية ثقافة العمل المؤسساتي”، وكذلك “المساهمة في إقرار التحولات الآمنة والهادئة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا”.
ويأتي هذا التحالف الإسلامي الجديد بعدما كان حزبان إسلاميان آخران، هما حركة مجتمع السلم بقيادة عبد الرزاق مقري، وجبهة التغيير بقيادة عبد المجيد مناصرة، قد وقعا قبل أيام على وثيقة الوحدة الاندماجية في حزب واحد تحت راية “حركة مجتمع السلم”.
وخلال حضوره مهرجان توقيع تحالف الاتحاد من أجل العدالة والنهضة والبناء، اقترح أبو جرة سلطاني الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم، لقاءا وحدويا بين كل قيادات الأحزاب الإسلامية الستة في الجزائر، من أجل دراسة توحيد الخطاب السياسي خلال حملة الانتخابات التشريعية، ووضع سيناريوهات لمرحلة ما بعد صدور النتائج، مضيفا أن “هذه الأحزاب طوت صفحة من الصراع الأيديولوجي، وهي الآن تعمل على تحقيق تنمية بقصد صناعة وطن يتسع للجميع دون استثناء”.
وتتهم عدد من الأحزاب الإسلامية بالجزائر النظام الحاكم في البلاد باستهداف التجربة السياسية الإسلامية، وصناعة نماذج عديدة ومتشابهة منها منذ فترة استقلال البلاد، وذلك بغرض تشتيت صفوف الأحزاب الإسلامية الأصلية، وعدم السماح لها بتداول السلطة في البلاد، خصوصا بعد فترة الانقلاب سنة 1991، التي تلت إلغاء نتائج الانتخابات التي فازت فيها الجبهة الإسلامية للإنقاذ المنحلة، بمبرر تصحيح المسار الانتخابي، وهو ما ترتب عنه اعتقالات في صفوف الإسلاميين وحالات عنف لازالت آثارها قائمة إلى اليوم.