- مع مرور سنة حافلة بالأحداث المأساوية، من حروب وتقتيل وإرهاب، وكوارث طبيعية، ورحيل رموز كبيرة على مختلف الأصعدة، يأمل البشر حول العالم بحلول سنة 2016، أن تكون هذه السنة بمثابة منفذ من عنق الزجاجة الضيق الذي صرنا رهائن بداخله.
ويأمل الناس عامة أن تكون هذه السنة أفضل من سابقاتها، مع تخوفات من كونها قد تكون أصعب وأشرس، باعتبار تتالي النتائج الحتمية للبذور السيئة التي برزت خلال 2015.
وعلى مستوى العالم العربي والإسلامي، يأمل المغاربة إلى جانب أشقائهم العرب، أن تتحقق بعض المنجزات وتنتهي بعض الأزمات التي تخص منطقتنا العربية بالذات.
وحسب استطلاع موقع “رصيف”، كانت هذه هي أهم أمنيات العرب للسنة المقبلة.
1- انتهاء كابوس داعش
عام 2015 تمدّد تنظيم داعش بشكل مخيف لكل دول العالم، وللدول العربية خصوصاً. وعلى الرغم من سيل الضربات الجوية التي يتلقّاها التنظيم يومياً على يد التحالف الدولي، يبدو أن نتائجها ليس لها مردود ظاهر على الأرض.
ومع توسّع الضربات الإرهابية التي ينفذها التنظيم، وتطوّرها بشكل كبير من الناحيتين التنظيمية والفنيّة، إلى درجة جعلتها تطال معاقل العواصم الأوروبية مثل باريس، التي نفّذ فيها أسوأ حدث إرهابي شهدته أوروبا، أصبحت كلمة داعش بلا جدال على رأس الكوابيس التي يتمنّى العرب انتهاءها، أو على الأقل انحسارها عام 2016.
لذلك يتمنى المغاربة والعرب أن يتوقف امتداد هذا الكيان الرهيب وعدم وصوله إلى البلدان الآمنة القليلة المتبقية.
2- احتواء كراهيـة “المسلمين” حول العالم
بعد الضربات الإرهابية الكبرى التي شهدتها الدول الغربية عام 2015، شهد العالم موجة كراهية كبيرة ضد المسلمين، خصوصاً في أمريكا وأوروبا، وصلت إلى حد تصريح المرشّح للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب بمنع دخول المسلمين إلى الولايات المتحدّة. فهذه التصريحات تؤثر بشكل كبير على وضع الجالية المغربية بالخارج وحتى على وضع الراغبين في الهجرة من اجل العمل أوالدراسة.
3- أن لا تندلع حرب عالمية في 2016
يذكر أن جرائم الكراهية ضد المسلمين تضاعفت بمعدّل ثلاث مرّات في الولايات المتحدة، إذ وقعت عشرات الاعتداءات على المسلمين والمساجد، خصوصاً في الربع الأخير من عام 2015، إلى جانب هجوم إعلامي واضح قادته وسائل إعلام معادية لوجود المسلمين في أمريكا والغرب عموماً. وانتشر الامر ليطال استراليا وكندا وبلجيكا، حيث تطوع مواطنون من انفسهم لمهاجمة المسلمين تحت دعوى “تخليص الوطن من الإرهاب”، فهل هذا إيذان بحرب عالمية خارجة عن السيطرة؟
4- تحسين أوضاع اللاجئين
أزمة اللاجئين السوريين هي واحدة من أهم أزمات العرب على الإطلاق، وربما يشاركهم العالم كله فيها، بعد أن وصل معدل اللاجئين والنازحين السوريين إلى أرقام مخيفة. إذ تذكر آخر الدراسات أن عددهم في الدول المجاورة تجاوز الأربعة ملايين. متوزعين على تركيا وألمانيا والمجر واستراليا والولايات المتحدة والمغرب والاردن ومصر وكثير من الدول الأخرى.
ومع تزايد معدلات اللاجئين السوريين إلى أوروبا، خصوصاً ألمانيا التي أعلنت أنها ستستقبل مليون لاجئ سوري على أراضيها، تزايد معدل القلق تجاه العرب والمسلمين، ما جعل قضية اللاجئين قضية شائكة غير مستقرّة، كونها خاضعة لموائمات سياسية من ناحية، ودوافع إنسانية من ناحية أخرى، ومحاذير أمنية من ناحية ثالثة.
5- تهدئة الصراع المذهبي
ما زال المواطن العربي العادي يعرف أن الصراع “السنّي – الشيعي” هو العِـرق الفاسد المسؤول عن كل النتوءات في المنطقة العربية، مهما اتخذ من أشكال ومسميّات ظاهرية مُضللة من قِبل الساسة. العِرق نفسه يغذي بؤرة الصراع الأشد والأشرس في العالم العربي، في كل من سوريا والعراق وليبيا، مع بزوغ نجم التيارات الجهادية التكفيرية.
أي متابع عن كثب لتطوّرات الصراع الماراتوني في سوريا والعراق من ناحية، وأطراف الأزمة اليمنية من ناحية أخرى، يتمنى أن يشهد عام 2016 بعض الهدوء في حدة هذا الصراع الذي يؤجج كل نيران الحروب الميدانية في المنطقتين، ويُسقط مئات الآلاف من الضحايا. هذه الامنية نابعة عن تضامن عربي مع الازمة السورية والعراقية، وهو أيضا تخوف ضمني من استمرار استنزاف النسيج المجتمعي برحيل الشباب المغاربة والعرب اليافعين للانضمام لهذه التنظيمات المشبوهة.
6- تقدّم في ليبيا
تحوّلت ليبيا إلى فوضى نتج عنها الكثير من التحولات الإقليمية والدولية، وتهديد مباشر لدول الجوار مثل مصر وتونس والجزائر التي عانت من ضربات إرهابية، أو اضطرابات سياسية على حدودها. ومع توسّع أطراف النزاع على الأراضي الليبية بات شبح التقسيم وارداً مع غياب شبه كامل لمفهوم الدولة في أي من أجزائها. فضلاً عن تحوّلها إلى منصّة لتفريغ اللاجئين غير الشرعيين إلى أوروبا، ما جعل العالم يتحدّث عن إمكانية أن يشهد عام 2016 ضربات مكثفة ضد داعش ليبيا، وتكثيف العمل على التوصل لحلول قابلة للتطبيق في الوضع الليبي. ولكن مؤشرات الأمل تتغلب، بعد ان وقعت الأطراف المتنازعة على مشروع حكومة وطنية متوافقة بالصخيرات منذ أيام.
7- حصد بعض الميداليات في ريو دي جانيرو
هي امنية عربية، وكذلك مغربية بامتياز، بعد احتفاء المغاربة ببطلهم محمد الربيعي كبطل للعالم في رياضة الملاكمة فئة الهواة بقطر، ها هم ينتظرون أن يعود الربيعي لريو دي جانيرو البرازيلية صيف 2016، كي يأتي بذهبية مشرفة. كما نتمنى لباقي الرياضيين العرب أن يشرفوا بلدانهم داخل هذه التظاهرة الاولمبية العالمية.
8- الاستعداد لسنة قاسية مناخياً
بعد مرور عام من التقلبات المناخية الشديدة في العالم العربي، استمرت التحذيرات من أن مناخ العام 2016 سيظل بالعنف نفسه وربما يزيد، خصوصاً في فصلي الشتاء والصيف. يتوقع أن تصل درجات الحرارة في الشتاء في الدول العربية إلى معدلات شديدة الانخفاض، واستمرار سقوط الثلوج في دول الشام وشمال أفريقيا. مع تحذيرات من إمكانية أن تصل الحرارة الى 50 درجة مئوية في بعض الدول العربية في صيف 2016.
تأتي هذه التغيرات في الكثير من البلاد العربية غير المجهّزة لبنية تحتية تستطيع أن تستوعب التقلبات المناخية القاسية، خصوصاً خلال الشتاء، في الدول التي تعاني من عدم استقرار سياسي مثل سوريا والعراق، والدول التي تعاني من أزمات اقتصادية تجعل مواجهتها لهذه التقلبات المناخية أمراً صعباً، مثل الأردن التي تحتضن عدداً كبيراً من اللاجئين والنازحين، ومصر التي تسببت الأمطار في شلل ثاني أكبر مدنها الإسكندرية في نوفمبر 2015.
9- تحسّن الأوضاع الاقتصادية وتجنب حل “الزيادات” على المواطنين
ربما يعتبر هذا العنصر الأساسي الذي يتمنّى المواطن المغربي خصوصا والعربي عموما أن يرصده في العام 2016، بعد سلسلة من التراجعات الاقتصادية في الكثير من الدول.
حتى الدول الخليجية المستقرّة نسبياً، تأثّرت بسلسلة طويلة من التراجع الاقتصادي، كان آخرها تدهور سعر النفط، الذي يُفترض أن يتحسّن نسبياً في 2016. إلا أنه بحسب الخبراء لن يتجاوز حاجز المائة دولار للبرميل، خلال السنوات الثلاث المقبلة، وهذا ما سيشكل عبئاً على الأسواق الخليجية المُرتكزة بشكل أساسي على سعر النفط.
فهل سيعاني المغاربة من تبعات أي زيادات جديدة على مستوى المحروقات والمواد الغذائية في السنة المقبلة؟
10- إيجاد حل للصراع العربي- الاسرائيلي
لازال العرب والمسلمون حول العالم، يأملون على رأس كل سنة، أن يسترجع الفلسطينيون أرضهم المسلوبة، ورغم تزايد التعقيدات حول هذا الملف سنة بعد سنة، إلا أن الأمل في تحقيق بعض الخطوات صغيرة كانت أو كبيرة يظل يحذو المتضامنين مع هذه القضية العالدة، فاكتساب حكومة فلسطين لمزيد من لأصوات داخل محكمة الجناياتن ومجلس الأمن، والامم المتحدة، قد يحرك الملف نحو مصير اوضح.
11- مغرب آمن… ومسلمون يعيشون في سلام
وعل أبرز متمنيات المغاربة بشكل خاص، هي أن يتمكن المغرب بمختلف أجهزته من المحافظة على البلاد آمنة ومستقرة، بعيدا عن الأزمات والتهديدات الإرهابية التي جرت بلدان الجوار إلى ويلات دامية أخفت معالم المنطقة طيلة السنوات القليلة القادمة. كما يتمنى المغاربة جميعا ان تظل بلدان عربية متعددة ناعمة بنعمتي الأمن والسلم بعيدا عن الدمار والتخريب والتقتيل.