إسرائيل توجه ضربة جديدة لإيران بعد ضربتي قاسم سليماني في العراق والقنصلية في دمشق
تابع العالم نهاية الأسبوع المنصرم، مسرحية بطلها النظام الملالي بجمهورية إيران، هذه الأخيرة التي تتباهى بكونها شنت هجوما بطائرات مسيرة وصواريخ على دولة الاحتلال، كرد منها على الضربة العسكرية التي قامت بها القوات الإسرائيلية على مقر القنصلية الإيرانية بسوريا، وهي الضربة التي خلفت “خسائر بشرية بلغت 16 قتيلا، بينهم ثمانية إيرانيين بينهم القيادي محمد رضا زاهدي، وخمسة سوريين، ولبناني ينتمي إلى حزب الله، بالإضافة إلى مدنيين اثنين.
أما الهجوم الإيراني المتباهى به فلم يخلف سوى السخرية العارمة في أوساط نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصا وأن إيران ظلت تهدد وتتوعد إسرائيل، حتى اعتقد العالم أنها قادرة على مقارعة الولايات المتحدة الأمريكية وابنتها بالتبني إسرائيل، ليكتشف الجميع في ما بعد أن النظام الملالي في طهران، ينطبق عليه المثل المغربي القائل: ” الفَمّْ الْمَاضِي والدّْرَاعْ الكَاضِي”، “كثير الكلام والعمل والفعالية الله إجيب”، كشبيهته الجزائر في جوارنا الجغرافي.
وفي الوقت الذي ظلت فيه إسرائيل مؤمنة كل الإيمان بأن الحرب خدعة، وأن الهجمات الفجائية والاغتيالات المستهدفة تكون أكثر أثرا وأنه لا مجال للعب والتهاون مع أهدافها ممن تعتبرهم أعداءها، رأينا كيف أن إيران، وفي مشهد سينمائي محبط، هرولت لإخبار الولايات المتحدة الأمريكية بالهجمات التي تسعى لشنها. بينما أخبرت الولايات المتحدة حليفتها إسرائيل، وكأن إيران سعت للحصول على الضوء الأخضر من حليفة إسرائيل.
لقد أصبح لإيران السبق في ابتكار مفهوم جديد للهجومات المتفق حولها مسبقا بين المتحاربين، وبالتالي ” إخبار عدوك بتوقيت ونوعية الهجوم الذي ستشنه عليه، كي يتصدى له بما يليق، ويدافع عن نفسه بما يناسب، ويتفادى كل الخسائر الممكنة في الأرواح والدمار…”،وبذلك فإن ما حصل بين إيران وإسرائيل هو سابقة في تاريخ الحروب والصراعات التي شهدها العالم ولازال يشهدها إلى الآن.
لكن، وللتاريخ، فليست هذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها طهران بهذه الخطوة، فقد سبق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن فضح النظام الإيراني، وكشف بأنه قام بإخبار واشنطن باستعداد القوات الإسرائيلية للقيام بهجوم على إحدى القواعد الأمريكية العسكرية في العراق، ردّا على اغتيال اللواء قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري وعسكريين إيرانيين آخرين بالعراق سنة 2020، من طرف القوات الأمريكية، وهو ما أكدته شبكة “سي أن أن” آنذاك على لسان مسؤول أميركي، والذي قال “إن قوات بلاده تلقت تحذيرا قبيل الضربات الإيرانية، وأن الجنود دخلوا الملاجئ قبل وقوعها” حتى مرّت بردا وسلاما عليهم ودون وقوع قتلى في صفوفهم.
إذن فطهران تسخر من كل المفاهيم العسكرية والعربية والدبلوماسية، بل وتسخر من نفسها، وتمزق كل تعهداتها، بل “وتتبول” على شعاراتها الثورية المبالغ فيها، ليكشف الإعلام العالمي ألاعيبها ومسرحياتها التافهة، بينما كانت تسعى إلى كسب التعاطف وتأكيد الوجود والقدرة على الردع، قبل أن تتحول إلى أضحوكة، ويُفتضح أمرها، ويكتشف الجميع أن نظام هذه الدولة لا يتقن شيئا سوى صناعة الفقاعات والنفخ فيها.