أمبرتو إيكو: الفيلسوف والأديب الذي تصدى للزيف واحتفى بالخاسرين
فقد العالم مؤخرا مثقفا من نوع خاص يذكر بالكبار الذين جمعوا بين البحث والفكر والأدب.
يتعلق الأمر بالفيلسوف والباحث السيميائي والروائي الإيطالي أمبرتو إيكو.
وكان المغاربة قد تعرفوا عليه من خلال فيلم ” اسم الوردة” المقتبس لروايته الأولى الحاملة لنفس الإسم ، والذي مثل فيه شين كونوري أحد أروع أدواره تحت إدارة المخرج الفرنسي جان جاك آنو.
الفيلم تم عرضه على شاشة التلفزة المغربية لما كان نور الدين الصايل يبرمج الأفلام السينمائية بذوق ورؤيا وقبل أن تصبح البرمجة في التلفزة “خبط عشواء”.
أمبرتو إيكو، الذي يعتبر خليفة لصديقه السيميائي الراحل رولان بارت، ترجمت مجموعة من رواياته وكتبه إلى اللغة العربية، ومنها ” اسم الوردة”، “تأملات في السّرد الرّوائي”، “مقبرة براغ”، “اعترافات روائي ناشئ”، “لانهائية القوائم”، “أن تقول الشّيء نفسه تقريبًا”.
وقد حرصت مجموعة من أعرق الجامعات العالمية على منحه شهادات دكتوراه فخرية، وبلغ عدد هذه الشهادات المسلمة له 40 دكتوراه، لكن الرجل ظل لا يهتم كثيرا بهذا النوع من التكريم لأنه كرس حياته لمحاربة التزييف.
ورغم أنه كتب عددا مهما من الروايات في العقود الأخيرة.، بداية ب”اسم الوردة”، فإن إيكو يعتبر نفسه فيلسوفا بالدرجة الأولى، وقال في هذا الإطار”أنا فيلسوف أكتب الروايات فقط أثناء عطلتي، ولأنني فيلسوفً فأنا أهتم بالحقيقة، ومنذ أن اخترت الأصعب وقررت البحث عنها اكتشفت بأنه من الأسهل الوصول للحقيقة عن طريق تحليل التزييف.دائمًا أقول بأن 50% أو أكثرمن ألآراء العامة تتشكل بواسطة تزييف الحقيقة، لذلك نحن دائمًا مهددون بسبب ذلك. ”
وكان إيكو دائم الحضور فيما يتعلق بقضايا المجتمع والإنسان امتدادا لشغفه بالصحافة والحوار الفكري في مرحلة كاملة كانت خلالها إيطاليا منتجة للأفكار ولكبار الكتاب ولكبار السينمائيين والمسرحيين والموسيقيين.
روايات أمبرتو إيكو التي تمتح من التاريخ والواقع وتصنع عجينا من نوع يتوخى مفاجأة القارئ، وجعله يستفيق من إغفاء المعتاد، يقول عنها: لا أعلم ما الذي يمكن للقارئ أن يتوقعه،أعتقد بأن باربارا كارتلند تكتب ما يمكن للقارئ توقعه. الهدف من ذلك هو إنتاج القارئ الذي تريده لكل قصة”.
ويضيف ” أعتقد أن الكاتب يجب عليه أن يكتب ما لا يمكن للقارئ أن يتوقعه. المشكلة ليست ما الذي يحتاجه، يجب عليك أن تغيره لتنتج منه قارئًا للقصة التي تكتبها”.
وقال إن الأدب الحقيقي يكتب عن الخاسرين وليس الرابحين منذ الإليادة، فالخاسرون أكثر روعة بالنسبة إليه بينما الرابحون أغبياء، خدمتهم الصدفة.