مازالت الفضائح تتوالى وتتابع داخل حكومة الطبيب النفسي سعد الدين العثماني، التي استفادت من وصفته النفسية، حتى صار صوتها هادئا غير مسموع، ولو في القضايا الحارقة التي تحاصر حاجات مواطني المغرب، رغم المزايا والمنافع الكثيرة والعديدة التي يستفيد منها أعضاؤها، والتي كان آخرها استفادتهم من كبش عيد “أقرن أملح” على نفقات صندوق الدولة، وكذا استفادتهم من عطلة سنوية كاملة رغم عدم اتمامهم سنة عمل!
فمنذ مرور خمسة أشهر على ميلاد حكومة العثماني البديلة لسابقتها عند بنكيران، والهجينة من سبعة أطياف متنافرة (ستة أحزاب+تكنوقراط)، لم يسمع صوت عدد من أعضائها، وزراء ووزراء منتدبين وكتاب دولة على شكل موظفين سامين أشباح، بقيت صورتهم الوحيدة العالقة في أذهان المغاربة، لحظة القائهم التحية على ملك المغرب اثناء تنصيبه إياهم بمواقعهم، أما غير ذلك فلم يظهر لهم شبح ولو يسمع لهم صوت، باستثناء كلمات العثماني المنمقة والتي يدعي فيها دائما بأن حكومته تشتغل بشكل “جيد”!
قائمة هؤلاء المتغيبين الأشباح تتنوع وتتعدد بتعدد اسمائهم، وتبتدئ باسم محمد الحجوي الأمين العام للحكومة، الذي اقتصر ظهوره فقط على ما بعد تعيينه في المنصب من طرف الملك، بتصريح فرحة، وترقب لأداء مسؤولية، ليختفي نهائيا بعد ذلك.
قائمة الوزراء المنتدبين أيضا تضم بين طياتها أسماء كاد الزمن ينسيها للجميع، من بينهم قيادي حزب العدالة والتنمية لحسن الداودي الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالشؤون العامة والحكامة، الذي اكتفى بظهور معدود قبيل رمضان الماضي وطال غيابه اليوم رغم قدوم عيد الكبش المتميز بضرورة الحكامة وتفعيلها.
في المقابل تبقى قائمة كتاب الدولة في حكومة العثماني المكونة من 12 فردا، القائمة الأكثر إثارة للتساؤلات حول منطق الاستفادة من امتيازات الاستوزار في الحكومة، والاستهتار بالمسؤولية، مع استثناء بسيط لظهور بعض الاسماء فيها، ككتاب الدولة لدى وزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء المكلف بالنقل محمد نجيب بوليف الذي ألف التدوين الفيسبوكي في الترويج لشخصه ومنصبه، وكاتبة الدولة لدى وزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء المكلفة بالماء شرفات أفيلال، التي كانت أحداث الحسيمة فأل شر على تعيينها باضرارها للنزول “بصباط الطالو” في أحياء الحسيمة وحرمانها بعد ذلك من عطلة الصيف، وكاتبة الدولة لدى وزير السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي المكلفة بالسياحة لمياء بوطالب، التي اشتهرت بلهجتها الدارجة المركبة.
في قائمة الاستثناء أيضا كتاب دولة اقتصر ظهورهم على لحظات معدودات، منهم كاتبة الدولة لدى وزير السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي جميلة المصلي، وزميلتها في حزب المصباح كتابة الدولة لدى وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة المكلفة بالتنمية المستدامة نزهة الوافي، بالاضافة لكاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي التكنوقراطية مونية بوستة، اللائي ظل ظهورهن في مستوى مقبول.
في المقابل اختار الباقون مذهب الأشباح كأسلوب عمل جديد، يستفيدون من كل شيء في الامتيازات مقابل لا شيء من المسؤوليات، هم على التوالي كاتبة الدولة لدى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات المكلفة بالصيد البحري مباركة بوعيدة، وكاتب الدولة لدى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات المكلف بالتنمية القروية والمياه والغابات حمو اوحلي، وكاتبة الدولة لدى وزير إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة المكلفة بالإسكان فاطنة لكحيل.
يضاف لمن سبق ذكرهم، كاتب الدولة لدى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي خالد الصمدي، وكاتب الدولة لدى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي المكلف بالتكوين المهني العربي بن الشيخ، ثم كتابة الدولة لدى وزير الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي المكلفة بالتجارة الخارجية رقية الدرهم، التي تم فرضها داخل الحكومة بمنطق فرض حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ومعه منطق مداهنة مع عائلة الدرهم، دون نسيان كاتب الدولة لدى وزير الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي المكلف بالاستثمار عثمان الفردوس، الذي تم فرضه بدوره، من طرف الاتحاد الدستوري، في سياق تحالف ساجد واخنوش حول مصالح خفية، فمتى يا ترى ينتهي عهد الاشباح المستفيدين من الاكباش داخل حكومة العثماني؟!.