في إطار سعيه لربح رهانات استحقاقات السابع من أكتوبر المقبل مهما كلفه ذلك من ثمن، لم يكتف حزب العدالة و التنمية باللجوء إلى أساليب دنيئة تفسد اللعبة الديمقراطية و تلوث المناخ السياسي و الإجتماعي، كتوظيف كتائبه في الوظيفة العمومية و توزيع المنح على جمعياته و توزيع أكباش و قفة العيد ، كما حصل في بعض المدن، بل ذهب حد ترشيح أشخاص لا يؤمنون بالديمقراطية و لا بالوطن و مؤسساته. و إن هم بلغوا قبة البرلمان فسوف يشكلون قنبلة موقوتة قد تنفجر في وجه البلاد ولن يستطيع عبد الإله ابن كيران نفسه إخماد نيرانها. إنه اللعب بالنار!
لائحة المرشحين، التي تحمل تأشيرة الأمين العام لحزب المصباح و رئيس الحكومة ، تضم عددا من رموز السلفية و التطرّف مثل حماد القباج المثير للجدل. هذا الأخير لا يخفي تطرفه و سبق له أن حل دماء اليهود دون أن يصدر عنه اعتذار.
إن الاحزاب التي تشجع ولوج مثل هؤلاء قبة البرلمان إنما تضع ألغاما مستقبلية حيث سيكون هؤلاء قوة سياسية، أو على الأقل صوتا سياسيا داخل البرلمان ، ذي مرجعية رجعية يصعب علي الأحزاب السياسية التعامل معها بمنطق الديمقراطية.
ثم ، ما هي الصورة التي سنعطيها للعالم و خاصة لشركائنا الأوروبيين عندما يكون في برلماننا دعاة للتطرف و لسفك دماء اليهود في الوقت الذي يتكتل فيه العالم لمحاربة التطرّف؟
اللائحة تضم كذلك إسم بيبا مولاي أبا من مدينة السمارة، كان مؤخرا من انفصاليي الداخل و كان عضوا نشيطا بما يسمى “لجنة الدفاع عن حق تقرير مصير شعب الصحراء الغربية”. بيبا مولاي أبا شارك في مظاهرات عدة ضد المغرب الذي كان ينعته بالمستعمر الغاشم.
إن أجمل هدية يمكن تقديمها لانفصاليي “البولساريو” هي منحهم منبرا في قلب قبة ممثلي الأمة مرفوقا بالحصانة البرلمانية ، وهو ما يمكنهم من ضرب القضية الوطنية و مؤسسات الدولة و تفجير الإجماع الوطني من داخل البرلمان.
فهل يعي ابن كيران و حزبه خطورة ما هو مقبل عليه، أم أن لهما ضمانات بأن بيبا مولاي أبا تاب و استجاب لنداء “إن الوطن غفور رحيم”، رغم أن الأيام كشفت للمغاربة أن عددا كبيرا ممن لبوا النداء تم ضبطهم في حالة تلبس مع “البولساريو”.
و لسنا هنا بصدد التشكيك في وطنية كل من غرر بهم و استفاقوا من غلطتهم و عادوا إلى الصواب. نتمني أن يكون مولاي بيبا من هذه الفئة و أن يكون قد تخلى نهائيا عن أطروحاته الإنفصالية. فالمغرب و كل مؤسساته في حاجة إلى كل أبنائه من طنجة إلى الكويرة.
نمودج من نوع آخر يرشحه حزب المصباح للدخول إلي البرلمان يختزل في شخص لا يؤمن بالنظام الملكي ، لكنه يستغل دستور المملكة و قوانينها و ديمقراطيتها لتفجيرها من الداخل. إنه المدعو أناس حيوني الذي طالب الملك محمد السادس بالرحيل خلال اندلاع الربيع العربي ، والذي صب جام غضبه على الملك حد شتمه و ضد المغرب، بل حتى المغاربة ، الذين عاب عليهم كونهم رفعوا شعار “عاش الملك” أكثر مما صلوا على النبي.
أناس حيوني الذي يرشحه عبد الاله ابن كيران لمنصب نائب برلماني قال إن الملك محمد السادس هو مصدر الظلم و الفساد الأخلاقي و المالي و التعذيب والمحسوبية و الرشوة.
هذه نماذج من الجيش الذي يعول عليه عبد الاله ابن كيران لاكتساح البرلمان و ضمان ولاية ثانية تفتح له أبواب إقامة حكم على شاكلة حكم أخيه الأكبر في تركيا ، طىب رجب أردوغان.
و هذه نماذج من تدوينات أناس حيوني مرشح حزب المصباح:
اولا انتم لاتعرفون حرمة هاد الشهر ولا هاد اليوم المبارك الدي يتلقى فيه المسلمين التهاني تضربون في الناس وتاكلون الحامهم وأعراضهم كأن هاد الحزب ماهو من بني جلدتكم اتقوا الله في أنفسكم أولا ثم في إخوانكم ان كان لكم إخوان حقا في الدين والوطن ان كان لكم درة من الوطنية الأوروبيين تحاربوا بينهم سنيين وقتل الملايين منهم وهم الان يبنون بلدانهم ونحن تتاخر ونضرب بعضنا بعضا ونحن أبناء وطن واحد نعم نعارض المعارضة البناءة ولاعيب في دالك لما فيه مصلحة هاد الوطن العزيز ان كنتم تحبون هاد الوطن ولا اضن انكم ستنشرون ردي هادا ولاكن ربما تتكرك فيكم تلك الدرة النافعة وعيدكم مبارك ولجميع المغاربة والمسلمين