أبرز المعارك الإسلامية.. غزوة “خيبر” عندما انتصر الجيش الإسلامي على اليهود

يقرب موقع “برلمان.كوم” خلال شهر رمضان الكريم، قراءه الأعزاء من أهم وأبرز المعارك والغزوات الإسلامية التي شهدها التاريخ، والتي تمكن من خلالها المسلمون من الدفاع عن أنفسهم ودينهم.
ودارت الكثير من المعارك الإسلامية على مر العصور، والتي كان فيها المسلمون يدافعون عن دينهم وعرضهم ومالهم وأنفسهم أيضاً، ويتصدوا للأعداء الذين يرغبون في انتهاك الأرض والتعدي على المسلمين.
وتتطرق حلقة اليوم من سلسلة “أبرز المعارك الإسلامية”، لغزوة خيبر وهي معركة جرت بين المسلمين وبين اليهود.
حدثت غزوة خيبر في السنة السابعة من الهجرة، وكان حدوثها بعد عودة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من صُلح الحديبية.
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر، في السنة السابعة من الهجرة، ومعه ألف وأربعمائة مقاتل، وفور خروجه، أرسلَ رأس المنافقين عبدُ الله بنُ أُبيٍّ إلى يهودِ خيبرِ مَنْ يخبرهم بنبأ توجه المسلمين إليهم، ويطلب أن يأخذوا حِذْرَهم، وأن لا يخافوا المسلمين فإن عددهم وعتادهم قليل.
استخدم الجيش الإسلامي خُدعة عسكرية وهو في طريقه إلى خيبر، فبدلا من أن يأتيها من جهة الجنوب، وهي الجهة المنتظرة، توجه شمالا، بحيث يفاجئها من جهة الشمال، وليقطع على اليهود طريقَ الفرار إلى الشام.
بات المسلمون الليلةَ الأخيرة على أطرافِ خيبرَ الشمالية، من دون أن يشعر اليهود بوجودهم، فخرجوا صباحا كعادتهم إلى مزارعهم، وإذ بجيش المسلمين يهاجِمُ مدينتهم، فولوْا هاربين إلى حصونهم، واتخذوا أوضاعا قتالية لمنع المسلمين من اقتحامها.
بدأ المسلمون هجومهم بقيادة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، على حصن منيع، يُسمى حصنَ ناعم، ودار قتال مرير حول الحصن، قتل فيه عدد من اليهود، فانهارت مقاومتُهم، واقتحم المسلمون هذا الحصن، ثم هاجموا بقيادة الحُبَابِ بنِ المنذر الحصن الثاني، وكان يسمى حِصْنَ الصعب، وفرضوا عليه الحصار ثلاثة أيام، وفي اليوم الثالث، استسلم اليهود فيه، فوجده المسلمون مليئا بالمواد التموينية والأسلحة، بما فيها عدد من المنجنيقات.
هرب اليهود بعد سقوط هذين الحصنين إلى موقع عالٍ يسمى قلعة الزبير، فحاصره المسلمون ثلاثة أيام، ثم سقطت هذه القلعة، وانتقل القتال إلى قلعة أُبَيّ، إلى أن سقطت، فتسلل اليهود إلى حصن النزار، وهو آخر حصن في الشطر الأول، واستخدموا النبال، وحجارة المنجنيقات ضد المسلمين.، وعندها أمر النبي صلى الله عليه وسلم، باستخدام المنجنيقات التي غنموها من الحصون الأولى، فأوقعت خللا في جدران الحصن، فاقتحمه المسلمون، ودار قتال مرير انهزم فيه اليهود، وفروا تاركين عائلاتهم. وبذلك تم فتحُ الشطرِ الأول من خيبر.
تسلل اليهود إلى الشطر الثاني، ففرض المسلمون عليه حصارا دام 14 يومًا، وقبل أن يأمر الرسول بقصفه بالمنجنيقات، طلب اليهود الصلح والتفاوض.، وتم ذلك على شرط أن يخلوا ما بقي من حصونهم ويغادروها من دون سلاح ولا مال. وبذلك سقطت خيبرُ كلُّها.
كان لغزوة خيبر عددٌ من النتائج المؤثرة على المسلمين والدولة الإسلامية ومنها زيادة هيبة المسلمين في نفوس القبائل العربية التي لم تدخل الإسلام، والقضاء على اليهود الذين كانوا يشكلون نقطة مقاومة في المدينة المنورة وما حولها، والحصول على فتوح ومغانم، ومصالحة يهود تيماء لرسول الله -صلى الله عليه وسلم.