الأخبارجديد الصحفسياسةمستجدات

“El pais” : المغرب يوسع من استراتيجيته في مكافحة الاسلام الراديكالي (صحف)

الخط :
إستمع للمقال

اعتبرت جريدة “البايس” (El pais)الاسبانية ،أن الملك محمد السادس يكثف جهوده في مقاومة التطرف الديني عبر تكوين الأئمة الأجانب ومراجعة الكتب الدراسية.

وقالت الجريدة في مقال بأحد أعدادها الأخيرة ، “لا يمر شهر حتى تعلن وزارة الداخلية المغربية إجهاض “خطة خطيرة” لتنظيم “الدولة الاسلامية” ، تم منذ يناير 2016 إيقاف 143 جهاديا ،وبذلك يكون المغرب هو الدولة المغاربية الوحيدة التي لم تتعرض لهجوم من قبل تنظيم “الدولة الاسلامية” الارهابي”

وبعد أن أشارت إلى أن 900 معتقل اسلامي يقبعون في السجون المغربية المكتظة، تابعت أن جهاز الأمن المغربي معروف في الخارج بفعاليته ، حيث لعبت الرباط دورا أساسيا في تحديد هوية البلجيكي من أصل مغربي بفرنسا ، عبد الحميد أبا عود ، العقل المدبر للاعتداءات الارهابية التي ضربت باريس في 13 نوفمبر الماضي.

واستطردت “البايس” ، أن هناك واجهة أخرى يخوض من خلالها المغرب حربا بلا هوادة ضد “الفكر الجهادي” ، وهو مجال التكوين الديني، موضحة أن الملك محمد السادس ، في فبراير 2016 ، أمر  وزيري التربية الوطنية ، والشؤون الاسلامية، بمراجعة مناهج التربية الاسلامية ، لتتوافق مع “الاسلام المتسامح” ، الذي يدعو إلى “الوسطية والاعتدال”، الاسلام المستمد من المذهب المالكي .

واعتبرت الصحيفة الاسبانية أن هذا الاجراء ما هو إلا جانب من استراتيجية المغرب في مكافحة التطرف الديني ، إذ استطاع هذا البلد، أن يدرك مند وقت بعيد بأن الدعاية والتربية ، لا تقل أهمية عن الاجراءات الزجرية.  وقد استخلص الدروس في ذلك من اعتداءات الدار البيضاء 2003 التي لقي فها 45 شخصا مصرعهم.

وأضافت أن الملك ، يحرص ،بصفته “أمير المؤمنين” على تكريس الحكامة في الحقل الديني. وفي هذا السياق، تقول الصحيفة ، تبث إذاعة “محمد السادس للقرآن الكريم”، التي انطلقت سنة 2004 الاسلام المعتدل ، من أجل العمل على تفكيك الخطاب المتطرف ، وأصبحت لهذه المحطة شعبية كبيرة لدى المغاربة.      وفي مارس 2015 ، تضيف “البايس”، دشن الملك بالرباط معهدا لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات في المجال الديني ، يمكنه استيعاب ألف طالب . ويضم المعهد حاليا 777 طالب يتوفرون على منح دراسية، أغلبهم  قدم من مالي وتونس وغينيا والكوت ديفوار وفرنسا(26) .

واشارت إلى أنه 3 أشهر بعد ذلك ، أنشأ المغرب مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، تم تفعيلها في شهر يونيو بمدينة فاس . الهدف منها، “تنسيق الجهود” في مجال الفقه الاسلامي من أجل تنمية قيم “الاعتدال والتسامح”، وإن كان بعض المحللين ، يرون أن الهدف الرسمي منها، هو تصدير  التأثير الدبلوماسي المغربي في افريقيا من خلال الدين.

كما عملت السلطات المختصة ، تتابع الصحيفة ،على تكوين أكثر من ألف “وسيط” من أجل “تحصين” الشباب ضد الخطاب المتطرف ، حيث يقدم دعاة ومرشدون محاضرات عن الاسلام المعتدل في السجون والمعاهد والجامعات.

وأضافت “البايس” أن العاهل المغربي ، اقتناعا منه بأن مكافحة التطرف ، يمر عبر الشباب المغربي المقيم في الخارج ، وليس فقط المتواجدين في المغرب، تناول في خطاب العرش الأخير والذي كان له صدى في فرنسا ، قضايا التطرف ، حيث أشار إلى استعمال الارهابيين لبعض الشباب المغربي المقيم خاصة في أوروبا ، مستغلين جهله باللغة العربية وبالاسلام الحقيقي ، لبث خطابهم المغلوط ، مؤكدا أن الارهابيين الذين يدعون أنهم يمثلون الاسلام، ليسوا مسلمين ولا مكان لهم في الاسلام ، قبل أن يتساءل  :” متى كان الجهاد يحض على قتل الأبرياء”

غير أن الصحيفة الاسبانية ترى من جانب آخر ،  أنه على الرغم من  هذه الجهود التي يبذلها المغرب ،فقد فشل فيما يعتبره العديد من المحللين أنه التلقيح ضد التطرف ، أي التعليم ،حيث  نشرت الأمم المتحدة تقريرا دامغا عن التعليم في المغرب ، أظهر أن شخص بالغ واحد من ثلاثة  اشخاص ،أمي ، لا يقرأ ويكتب . وبذلك يرى التقرير أن المغرب لن يتمكن من تحقيق أهدافه في مجال التعليم قيب نصف قرن من الآن.

وقالت “البايس” إن النخبة المغربية توفد أبناءها إلى البعثات الاسبانية والفرنسية والأمريكية ، وأفراد الطبقة المتوسطة يتقشفون كي يستطيعوا تأدية أكثر من 150 أورو شهريا لتدريس أبنائهم في التعليم الخاص المغربي ، وأغلبية الأسر ليس لها خيار إلا ارسال أبنائها إلى مؤسسات التعليم العمومي الذي أصبحت سمعته في الحضيض.

وخلصت إلى القول ، “في هذا السياق المتميز ببؤس التعليم ، من المرجح أن تواصل وزارة الداخلية لوقت غير يسير تفكيك المجموعات الارهابية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى