تناولت القناة التلفزيونية الأمريكية ” CNNعربية”، في تقرير لها بثته أمس الأربعاء، موضوع العلاقات المغربية الأمريكية في عهد الرئيس الجمهوري ، دونالد ترامب ، من خلال استطلاع رأي عدد من المحللين والأساتذة الجامعيين المغاربة.
وبعد أن ذكرت القناة بعدد من الثوابت التي تتميز بها هذه العلاقات ، سواء في بعدها التاريخي أو السياسي أو الاقتصادي والأمني ، أعطت الكلمة لعدد من المحللين للأدلاء بدلوهم في الموضوع . فبينما رأى بعضهم أن العلاقات بين الرباط وواشنطن ستعرف في عهد ترامب ، نقلة نوعية من شأنها تفعيل البعد الاستراتيجية لهذه العلاقات بعد أن خفت في عهد الرئيس الديمقراطي أوباما، اعتبر البعض الآخر أنه يجب الانتظار تشكيل ترامب لفريق مساعديه لمعرفة الاتجاه الذي ستتخذه هذه العلاقات في المرحلة القادمة .
وفي هذا الصدد ، قال محمد نشطاوي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض بمراكش، إن العلاقات المغربية-الأمريكية خلال فترات حكم الجمهوريين كانت تعرف على الدوام قفزة نوعية، خلافًا لفترات حكم الديمقراطيين، ومن ذلك ما وقع في فترة حكم أوباما من ضغط على المغرب في مجال حقوق الإنسان وتباين وجهات الطرفين بخصوص نزاع الصحراء.
وأوضح المتحدث أن علاقات الرباط وواشنطن لم تعطي الانطباع بتحالف قوي في عهد أوباما، معتبرا أن وصول ترامب إلى البيت الأبيض يمثل فرصة لإعادة هذا التحالف إلى قوته. وأشار نشطاوي إلى أن الجمهوريين كانوا دائمًا مع “وحدة الدول ورفض التفرقة، بما يعني دعما لموقف المغرب الذي يدافع عن سيادته على إقليم الصحراء”.
ويرى المحلل السياسي أن موقف ترامب المتشدد حيال “داعش” سيجعله يتجه أكثر نحو المغرب لتطوير التعاون الأمني في منطقة الصحراء الإفريقية الكبرى ومحاربة التنظيمات الإرهابية كالقاعدة.
على العكس من ذلك ، يرى حسان بوقنطار، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، في حديثه لـ”CNN عربية”، أنه من الصعب الحديث من الآن عن تأثير فوز ترامب على العلاقة مع المغرب، مشيرا إلى أنه يجب انتظار تعيين من سيتكلّف بالخارجية وكذا من سيرأس مجلس الأمن القومي.
واستدرك بوقنطار، “إلّا أنه يمكن القول إن الثوابت التي تجمع الطرفين لن تتغير، خاصة الشراكة الأمنية”، معتبرا أن هيلاري كلينتون كانت الأقرب للمغرب من ترامب نظرًا لمعرفتها العميقة به لما كانت وزيرة للخارجية.
وتابع بوقنطار أن المغرب كان لديه على الدوام تخوّف من تغيّر السياسة الأمريكية حياله في كل موسم انتخابات، لكن بقيت الثوابت مستمرة، معتبرا أن هناك صعوبة لإيجاد ربط أوتوماتيكي حول الحزب المفضل للمغرب، هل هو الجمهوري أو الديمقراطي، بما أن الولايات المتحدة تبحث عن مصالحها وعن التوازن الدولي.
