دين و دنيا

الدعاء المستجاب من الكتاب والسنة شروطه وأسراره

الخط :
إستمع للمقال

الدعاء المُستجاب هو صلة روحية بين العبد وربه، يحمل فيها الإنسان حاجاته وآماله، متوجهًا إلى الله بروح مُتضرعة ويقين راسخ بقدرته على تحقيق ما يراه الخير لعباده، وقد أكد القرآن الكريم والسنة النبوية أهمية الدعاء كوسيلة للتقرب إلى الله ونيل رحمته وعونه، حيث يقول الله تعالى: “وقال ربكم ادعوني أستجب لكم” مما يدل على عظمة هذه العبادة التي تعبر عن التواضع والاعتماد الكلي على الله وحده.

الدعاء المستجاب من الكتاب والسنة شروطه وأسراره

يُعد الدعاء عبادة عظيمة توحي بالتواضع والخشوع أمام الله سبحانه وتعالى، وقد ورد في القرآن الكريم قوله تعالى: “وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ” [غافر: 60]، وتُشير الآية القرآنية إلى أن الدعاء هو عبادة في حد ذاتها، وأن الاستجابة مرهونة بدعاء الإنسان بصدق وخشوع، ومن الأمثلة على الدعاء المُستجاب من الكتاب والسُنة ما يلي:

  • اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ.
  • اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، وَلَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ وَارْحَمْنِي إِنَّك أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
  • رَبِّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي وَجَهْلِي وَإِسْرَافِي فِي أَمْرِي كُلِّهِ وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي خَطَايَايَ وَعَمْدِي وَجَهْلِي وَهَزْلِي، وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
  • اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ وَضَلَعِ الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ.

اقرأ أيضًا: دعاء قضاء الحاجة الذي لا يرد.. أدعية مأثورة ومجربة احرص عليها

شروط استجابة الدعاء

للدعاء المُستجاب شروط يجب أن تتوفر ليكون مقبولًا ومستجابًا عند الله، ومن أبرز هذه الشروط:

  • الإخلاص لله تعالى: يجب على المسلم أن يدعو الله بإخلاص تام، بعيدًا عن الرياء أو طلب المدح من الناس، فالإخلاص في الدعاء سبب رئيسي لتحقيق الإجابة.
  • التقوى والطاعة: التقرب من الله بالطاعات وتجنب المعاصي يساهم في قبول الدعاء، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “يا غلام، إني أعلمك كلمات، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك”، ويعني حفظ الله هنا الالتزام بأوامره واجتناب نواهيه.
  • حضور القلب وتدبر الدعاء: لابُد من استحضار القلب عند الدعاء، والابتعاد عن السهو أو الغفلة، لأن الله لا يستجيب دعاء قلب غافل، كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: “ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاءً من قلبٍ غافلٍ لاهٍ“.
  • اليقين بالإجابة: من شروط استجابة الدعاء اليقين بأن الله قادر على تلبية دعاء عباده، فقد جاء في الحديث النبوي: “إذا دعا أحدكم فلا يقل: اللهم اغفر لي إن شئت، ولكن ليعزم المسألة، وليعظم الرغبة، فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه“.
  • الإلحاح والتكرار: من سنة النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء الإلحاح على الله، وتكرار الدعاء بصدق، فإن الله يحب العبد الذي يكثر من الدعاء ويلحّ فيه.

الدعاء المستجاب عبادة عظيمة لا يجب أن يغفل عنها المسلم، فهو صلة بينه وبين الله، وفرصة للتضرع وطلب الخير، ومع توفر الشروط واتباع أسرار الدعاء، تبقى الثقة بالله والرضا بحكمه والتسليم له هو الأساس، فالاستجابة قد تأتي بشكل فوري، وقد تؤجل، وقد يبدل الله دعاء العبد بأفضل مما طلب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى