تفاجأ عدد من الراغبين في إتمام دراستهم بمسلك الدكتوراة بالكليات التابعة لجامعة ابن زهر، بعدم تمكنهم من الولوج للمنصة التي خصصتها الجامعة لتقديم الترشيحات، رغم أنها أعلنت في وقت سابق أن الفترة المخصصة لعملية التسجيل القبلي، تبدأ انطلاقا من 7 أكتوبر وإلى غاية الـ17 منه.
ولم يتمكن الراغبون في التسجيل القبلي بمسالك الدكتوراة بجميع كليات جامعة ابن زهر من ولوج المنصة الرقمية المخصصة لذلك إلا صباح اليوم الأربعاء 11 أكتوبر الجاري، وفق ما صرح به أحد الراغبين في التسجيل لموقع “برلمان.كوم“، علما أن الإعلان الذي عممته الجامعة بخصوص مواعيد نشر المواضيع المقترحة مع فتح باب الترشيحات، كان ما بين 7 أكتوبر إلى غاية 17 منه، وهو الوقت الكافي للراغبين في الترشح لاستكمال دراستهم بسلك الدكتوراه للتعرف على المواضيع المقترحة واختيار المناسب منها وإعداد مشاريع البحوث، وفق ذات المصرح.
وإلى جانب ذلك، تعتبر هذه الفترة مدة كافية كذلك لإعداد الوثائق المطلوبة لاستكمال إجراءات التسجيل القبلي من خلال تحميلها عبر المنصة، بحسب ذات المتحدث.
ورغم أن هذه الفترة المحددة من طرف جامعة ابن زهر، قد شارفت على الانتهاء ولم يتبق منها سوى 6 أيام، فإن المنصة المخصصة للتسجيل ظلت غير مشغلة إلى حدود الأمس، قبل أن يتم فتحها صباح اليوم الأربعاء 11 أكتوبر الجاري، وبالتالي تأخر موعد وضعها رهن إشارة الراغبين في التسجيل في سلك الدكتوراه بخمسة أيام، ما جعل هؤلاء يتساءلون عن سبب هذا التأخير ومبرراته من طرف الجامعة، وهل تنوي تمديد الآجال المخصصة لوضع الترشيحات، وبالتالي تعويض هذه المدة؟
وفي ظل غياب تام لأي توضيحات من الجامعة، بخصوص ما إذا كان الأمر يتعلق بعطب تقني لحق المنصة ما جعلها غير متاحة خلال الفترة المحددة، أم أن لهذا التأخير علاقة بأمور أخرى، خاصة في ظل ما بات يرافق عملية التسجيل بالماسترات والدكتوراه من شبهات بعدد من الجامعات ببلادنا، تواصل موقع “برلمان.كوم” مع رئيس جامعة ابن زهر، عبد العزيز بن الضو، والذي أكد للموقع أن المنصة فعلا لم يتم وضعها رهن إشارة الراغبين في تقديم الترشيحات لولوج سلك الدكتوراه إلا أمس الثلاثاء، مشيرا إلى أن هذا التأخر له علاقة بما هو تقني، وأن الجامعة حرصت على أن تتم عملية التسجيل والانتقاء في ظروف عادية وتطبعها الشفافية، مضيفا أن الفترة المتبقية كافية جدا لاختيار الراغبين لولوج سلك الدكتوراه للمواضيع وتقديم ترشيحاتهم.
وفي رده على سؤال يتعلق بما يتم ترويجه بخصوص هذا التأخير وحول ما إذا كان متعمدا، نفى رئيس جامعة ابن زهر هذا الأمر جملة وتفصيلا، وأكد في الوقت ذاته أن الجامعة حريصة على أن تتم عملية انتقاء الناجحين في ظروف تطبعها الشفافية وبعيدة عن الشبهات، مشيرا إلى أن لجانا مختصة زارت عددا من الكليات التابعة للجامعة ووقفت عن قرب على عملية التسجيل في كافة المسالك المعتمدة فيها، والطريقة التي تم اعتمادها لاختيار طلبة باقي المسالك الأخرى.
ويشار إلى أن عملية التسجيل بالماسترات والدكتوراه بعدد من الجامعات ببلادنا أصبحت محط متابعة من طرف الرأي العام، بسبب ما أصبح يرافق هاته العمليات من جدل وشبهات مرتبطة بطرق الانتقاء والمعايير المعتمدة من طرف المشرفين على الماسترات والدكتوراه. وما واقعة الجنس مقابل النقط بسطات وفتح الباب أمام عدد من السياسيين المنتمين لأحزاب معينة لولوج سلكي الماستر والدكتوراه في الآونة الأخيرة، إلا خير مثال على الوضع الذي باتت تعيشه الجامعات المغربية، هذه الأخيرة التي كان يضرب بها المثل في الجد والتحصيل والبحث العلمي، واليوم أصبحت ملجأ لكل من هبّ ودبّ، وأصبح معيار الولاء والانتمائي الحزبي هو من يتحكم في الولوج لبعضها بطرق تدليسية.