13 نونبر.. الذكرى الرابعة لتنظيف معبر الكركرات من ميليشيات البوليساريو ونسف “الحلم الجزائري” بالوصول إلى المحيط الأطلسي
مرت 36 شهرا و156 أسبوعا على استعادة النشاط الاقتصادي والحركة بمعبر الكركرات بالصحراء المغربية، وذلك بفضل عملية دقيقة نفذتها القوات المسلحة الملكية بتوجيهات من الملك محمد السادس، وقد نجح فيها أفراد الجيش المغربي، وتم طرد ميليشيات البوليساريو الإرهابية بسرعة وفعالية.
وفي تصريح خاص لموقع “برلمان.كوم”، علق المحلل السياسي الحسين كنون على قرار المغرب بتأمين معبر الكركرات، الذي كان مسرحا لتعطيل الحركة التجارية من طرف عناصر محسوبة على جبهة البوليساريو الإرهابية، واصفا إياه بخطوة حكيمة تصب في مصلحة المغرب وإفريقيا ككل.
وأكد كنون أن معبر الكركرات لا يمثل مجرد خط وطني مغربي، بل هو محور استراتيجي للنقل والتجارة الدولية، حيث يعتبر شريانا أساسيا للحياة الاقتصادية في إفريقيا، إذ يمر عبره تدفق كبير من الشاحنات والبضائع، مما يسهم في توريد سلاسل الإنتاج وتلبية احتياجات الأسواق الإفريقية.
وأوضح كنون أن المغرب، بتعليمات من الملك محمد السادس، قام بتأمين معبر الكركرات بعد إشعار الأمم المتحدة بهذا التحرك، مبرزا أن هذا القرار جاء في إطار احترام المغرب للقانون الدولي وسياسته الحكيمة في التعاطي مع قضية الصحراء، مضيفا أن المغرب يتخذ قراراته فيما يتعلق بالصحراء المغربية بحكمة وتروٍّ، ولا يسمح بأي تعدٍّ على سيادته أو على حبة من رماله. ولاقى هذا التدخل المغربي إشادة واسعة من قبل القوى الدولية الكبرى، التي ترى في المغرب شريكا استراتيجيا ومساهما في استقرار وتنمية المنطقة.
وأشار المحلل السياسي إلى أن المغرب عندما يدافع عن معبر الكركرات، فهو يدافع عن إفريقيا بأسرها، بما فيها من شباب وكبار ونساء، ويضع نصب عينيه المساهمة في تنميتها وازدهارها، ويرى كنون أن المغرب دائما ما يأخذ زمام المبادرة، والدليل على ذلك هو “مبادرة الأطلسي” التي جاءت بتوجيهات من الملك محمد السادس، الذي يعتمد على رؤية بعيدة المدى وعلاقات شراكة استراتيجية لتحقيق التكامل الإفريقي.
وأكد كنون أن المغرب رغم جميع التحديات، يمد يده البيضاء للجزائر داعيا للتعاون من أجل مستقبل مشترك، مستدلا بخطابات الملك محمد السادس التي شددت على أهمية التعاون بين البلدين الجارين.
ويرى كنون أن الجزائر، التي تصرف أموالا طائلة من ميزانية الشعب لدعم البوليساريو، لم يعد لديها مبرر للاستمرار في هذا النهج، خاصة في ظل الفرص المتاحة لتعزيز التعاون المباشر مع المغرب لتحقيق التكامل والتنمية في المنطقة.
ويعتبر كنون أن الحل الواقعي والأكثر قبولا لحل قضية الصحراء هو الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، وهو ما يدعمه مجلس الأمن الدولي والدول العظمى، فالمغرب قد حصل على دعم دول دائمة العضوية في مجلس الأمن مثل الولايات المتحدة وفرنسا، بالإضافة إلى دول أخرى كروسيا وبريطانيا التي ترتبط بعلاقات اقتصادية متينة مع المغرب، كما أشار كنون إلى أن غالبية الدول الأوروبية تعترف بمغربية الصحراء، فيما تبقى الجزائر وحدها تغرد خارج السرب، وتستمر في دعم البوليساريو رغم تغير مواقف المجتمع الدولي تجاه هذه القضية.
وأبرز كنون أن الصحراء المغربية تشهد تدفقا للاستثمارات، خاصة من الدول الأوروبية مثل فرنسا، التي باتت ترى في الصحراء المغربية منطقة واعدة للاستثمار والتنمية، وأن هذا التدفق الاستثماري يعكس اعترافا ضمنيا بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، ويعزز من جاذبية الصحراء المغربية كمنصة للتنمية الاقتصادية والتجارة الإقليمية.
وشدد المحلل السياسي الحسين كنون على أن قضية الصحراء المغربية حُسمت دوليا، وأن المغرب ماض في تعزيز سيادته على أراضيه وتطوير أقاليمه الجنوبية.