الأخبارفنمجتمعمستجدات

نعيمة المشرقي لبرلمان كوم: أفتقد رفيقات الدرب…وهذا هو حزبي السياسي الذي أفديه بالغالي والنفيس

الخط :
إستمع للمقال

يأتيك صوتها عبر الهاتف دافئا مليئا بالحنان، قد تخاله للحظات أنه صوت ” الميمة لحبيبة”، في ثواني معدودات تكسر كل الفوارق وتقرب المسافات بينك وبينها، هي بحر من المعرفة والمعلومات والتجارب الإنسانية اللا منتهية، بحر يغرقك بأمواجه القوية الفياضة بعبق التاريخ والأصالة المغربية…إمرأة أطلت من زمن المقاومة، حافظت على أصالتها وهويتها المغربية طيلة سنوات من الإبداع والعطاء، حنونة، متخلقة ومثقفة، هذه المرأة لن تكون سوى الفنانة الأصيلة نعيمة المشرقي…

في دردشة مع “برلمان كوم” فتحت لنا نعيمة المشرقي قلبها واصفة لنا حجم الأسى والحزن الذي تشعر به وهي تحتفي، كما باقي نساء وطنها باليوم العالمي للمرأة، في غياب صديقات غيبهن الموت ” ما يؤلمني أننا نحتفل هذه السنة ب8 مارس في غياب صديقات ورفيقات دربي، كانت لهن مكانة خاصة في قلبي وقلوب جميع المغاربة، منهن الراحلة فاطمة المرنيسي، التي جمعتني وإياها صداقة قوية، وعملنا معا في أعمال جمعوية تهتم بحقوق المرأة، إنها سيدة لا تنسى، أيضا افتقد صديقتين عزيزتين وهن الراحلتين فاطمة بنمزيان، التي أعطت كل شيء للفن عموما والمسرح على وجه الخصوص، في المقابل لم تعط لها المكانة والتقدير الذي كانت تستحقه عن جدارة، وكذا آسية الوديع، أتذكر كيف كانت تحتفل بهذا اليوم مع المرآة في السجون المغربية، وكيف كانت ترعى هذه الفئة من النساء وتدعمها نفسيا”.

هكذا تذكرت نعيمة المشرقي صديقاتها الراحلات عن الحياة الخالدات في قلبها وقلوب كل المغاربة.

نعيمة المشرقي متشبعة بالعمل الجمعوي حتى النخاع وهي التي ” تعرعت في أسرة متشبعة بالعمل الجمعوي، ولدت وكبرت في حي شعبي لا يفرق فيه بين الغني والفقير، سكانه عاشوا على التعاون والتآزر فيما بينهم، فتشبعت بالإحساس والتقاسم مع الآخر”.

أما عن السياسة فتقول المشرقي ” حزب سياسي هو أقوى حزب في المغرب، مخلصة له وأفديه بالغالي والنفيس، حزبي هو ” الله الوطن الملك”، فانا مغربية وملك لجميع المغاربة، ولدي أصدقاء في كل الأحزاب على اختلاف مشاربها”.

تشبع المشرقي بالعمل التضامني لا يقل عنه تشبعها بالعمل الوطني وهي التي “شاركت في مظاهرة وعمري ستة سنوات، أصبت فيها بجروح ونقلني المرحوم عبد الكريم الخطيب للمستشفى حيت مكث فيها مدة حتى تم علاجي، فالوطنية وحب المغرب هي أولى الدروس التي تعلمتها على يد الوالد رحمه الله”.

نعيمة المشرقي، سفيرة النوايا الحسنة لدى اليونسيف، والمستشارة لدى المرصد الوطني لحقوق الطفل، يغمرها قلق بخصوص موضوع ” لم يعطى له الاهتمام اللازم لا من طرف الدولة ولا حتى من طرف المجتمع المدني، وهو مرافقة ومساندة ودعم أم الطفل ذو الاحتياجات الخاصة، خاصة في القرى والأرياف البعيدة، وأنا وقفت شخصيا على مدى معاناة تلك الأمهات منذ ولادة الطفل وخلال كل مسيرة حياته، دون أن تجد أي دعم لها لا من طرف الزوج ولا المجتمع، وأتمنى أن تحظى هذه الفئة من النساء الاهتمام اللازم بها”.

وتضيف المشرقي “ما يحز في نفسي أيضا أننا ما زلنا نسمع عن رجال تعنف النساء، رغم المجهودات الكبيرة التي تقوم بها بعض الجمعيات النسائية لمحاربة والحد من هذه الظاهرة “العار” في القرن الواحد والعشرين”.

وعن قانون الفنان الذي صاق عليه البرلمان مؤخرا تقول المشرقي” رحبنا به وإن جاء متأخرا، ولكن ما ينقصنا نحن في الميدان الفني هو أساسا فرص العمل للجميع، فالمجال تحكمه دائرة مغلقة، فنفس الأسماء نجدها تتكرر في اكثر من عمل، لذا نتمنى من الإذاعة والتلفزيون أن يكون تفكيرها الأساسي مبنيا على أعمال منصفة للسيدات والوجوه التي بنت هذا البلد، وناضلت لعقود وعقود، والمرأة التي تشكل امثلة إيجابية لأطفالنا وشبابنا، وان ننفتح على صور مشرفة ومشرقة غير تلك الهدامة لصورة المرأة المغربية، حتى نغير تلك الصورة المحقرة للمرأة المغربية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى