الأخبارسياسةمستجدات

صحيفة “لوفيف”: أوروبا تفعل كل ما يريده منها تنظيم “داعش” الإرهابي

الخط :
إستمع للمقال

“أوروبا تفعل كل ما يريده منها تنظيم الدولة”.. عنوان تناولته صحيفة “لوفيف” البلجيكية في عدد نهاية الأسبوع، حيث بين الكاتب جوناتون بيرون أن أزمة اللاجئين والاعتداءات الإرهابية التي تقع على الأراضي الأوروبية، والمجازر التي تُرتكب في كل من سورية والعراق، كل هذا يدفع قادة أوروبا إلى إعادة النظر في سياستهم.

وقال بيرون إن متابعة العديد من التقارير الصادرة عن منظمات غير حكومية خلال الأيام الأخيرة، والتي تم التنديد فيها بالإجراءات المقيدة للحريات ضد مسلمي أوروبا والانتهاكات الجسيمة التي ترتكب في سورية، وكذلك ارتفاع حدة العنصرية ضد المسلمين، ينبغي أن تثير قلق أوروبا، ويحثها على تغيير سياستها، فهي تفعل في نهاية المطاف كل ما يهدف إليه “تنظيم الدولة” وأتباعه.

واعتبر بيرون في تقريره الذي ترجمه موقع “الإسلام اليوم” أن دعم النظام السوري من قبل روسيا في ظل غياب دور أوروبي، يعزز من قوة “تنظيم الدولة”.

والأمر الأسوأ في نظر الكاتب أن المقترحات الأخيرة التي قُدمت أخيراً في أوروبا فيما يتعلق بالأزمة السورية ومحاربة “داعش”، مثل القيام بتوجيه ضربات بلجيكية في سورية، تعد دليلاً على سلبية القرارات الإستراتيجية التي يتم اتخاذها من قبل القادة في أوروبا بوجه عام، وفي بلجيكا بوجه خاص، إذ إن التدخل العسكري الغربي في سورية من شأنه أن يؤجج الأزمة بدلاً من أن يعمل على إنهائها.

وتابع بيرون ينبغي التخلي عن الاعتقاد بأن تحقيق انتصار عسكري على تنظيم “داعش” سوف يؤدي إلى تسوية للأزمة، وأكد أنه دون فهم الإطار التاريخي والسياسي الذي يحيط بهذا التنظيم الإرهابي في كل من سورية والعراق، فإنه لا يمكن الانتصار عليه بالفعل.

ويرى بيرون أن عدم الاعتراف بأن الأسد وحلفاءه الأجانب في كل من العراق وسورية يشكلون جزءاً من الأزمة التي تعيشها أوروبا الآن، فإن هزيمة “داعش” ستكون مستحيلة، بل على العكس سيؤدي إلى تقوية التنظيم داخل وخارج الحدود الأوروبية.

وأشار إلى أن أوروبا قد فشلت في إدراك الانتصار المعنوي الذي أوشك التنظيم أن يحققه بعد حزمة الإجراءات السلبية، التي تم اتخاذها على الأراضي الأوروبية.

وأضاف بيرون في الصحيفة الناطقة بالفرنسية أن عمليات تضييق الحريات على مسلمي القارة كرد فعل على الاعتداءات الإرهابية التي تحدث، وكذلك مناخ الخوف تجاه المجتمعات المسلمة في القارة، هو ما يبتغيه “تنظيم الدولة”.

ولقد أظهرت الـ15 عاماً التي مضت مدى عدم فاعلية سياسات مكافحة الإرهاب من قبل أوروبا، فـ”تنظيم الدولة” هو الآن من يحدد الأجندة وردود الأفعال المتبعة، وفق الكاتب.

وإذا كانت أوروبا تريد حقاً القضاء على التهديد الذي يمثله “داعش” ضدها – يلفت الكاتب – فينبغي عليها إدراك الواقع التاريخي والسياسي الذي سمح بتشكيل هذا التنظيم، مضيفا  أن الدراما الحالية التي يعيشها السوريون، حيث يتم القضاء على الثوار من قبل الطيران الروسي والسوري دون أن يكون لأوروبا أي رد فعل، تساهم من خلاله في تقوية “تنظيم الدولة”.

برلمان.كوم-وكالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى