الحقوقي اليمني صالح المنصوب لـ”برلمان.كوم”: الإخوان المسلمون سرقوا الثورة وساهموا مع الحوثيين وصالح في القتل والخراب
في هذا الحوار الخاص الذي أجراه موقع برلمان. كوم، مع صالح المنصوب، ناشط حقوقي وصحفي يمني يكشف هذا الأخير المعطيات والوقائع الميدانية المتعلقة بالحرب الدائرة في اليمن، وطبيعة الجرائم التي يرتكبها الحوثيون بهذا البلد العربي وحقيقة الصراع الدائر على السلطة، ومدى مساهمة قوات التحالف في ضبط موازين القوى وأين تتجه الأوضاع السياسية والإنسانية بالبلاد منذ اندلاع الثورة.
وهذا نص الحوار:
ماذا تغير في اليمن ما قبل الثورة وما بعدها؟
وضع اليمن بالأمس لا يختلف عما هو عليه اليوم. لم يتقدم في مناحي كثيرة واستمر الفقر والجهل والمرض جاثمين على صدور اليمنيين ولم يتغير واقعهم في شيء، واستمر الحال المحزن في الجمهورية اليمنية الى اليوم وأصبح مؤلما جداً أكثر من أي وقت مضى. بعد سنوات من الاستبداد والعبث والفوضى والفساد في الحكم، لم يتغير فيها علي عبدالله صالح ي. فوز في كل انتخابات كما هي العادة في الدكتاتوريات ب 99%. مكن الرئيس المخلوع أسرته وأولاده من كل مفاصل السلطة وجعل له حاشية تحمية في الجيش والأمن والمؤسسات المدنية . وصارت له اليد الطولى في كل شيء , ظلت البلاد تعاني والشعب يئن تحت وطأة هذا الحاكم . فكر شباب في الجامعات وطلاب المدارس والنخب السياسية في الثورة وخرجت الجماهير في 11 فبراير 2011 تهتف بالرحيل .وأصبحت كل محافظات اليمن تنادي برحيلة ، لكنه متجذر في السلطة ولدية مؤسسة الحرس الجمهوري الأكثر ولاء ويديرها نجله وكذا قيادة الطيران الخاضعة لابن شقيقته والأمن المركزي الخاضع لنجل شقيقه والقوات الخاصة التي يديرها نجل شقيقه ، وأصبحت له أذرع في كل المؤسسات.
لماذا ارتفعت وتيرة العنف بعد ثورة 11 فبراير؟
بقي الشباب بالساحات والميادين حتى استشهد منهم من استشهد .دارت الأيام وتم تسليم مقاليد السلطة عن طريق مبادرة خليجية ، فيما الشباب رافضين لذلك .كانت المبادرة الخليجية أشبه بفخ للثورة وتمييع لها . دارات الأيام والسنون وتمكن الرئيس هادي الذي كان يوماً نائبا لصالح من السلطة، لكن صالح ظلت جذوره متمكنة في الجيش بالتحديد . وكان يخفي شيئا للمستقبل، لأنه لم يكن راضياً بالرحيل فشهية السلطة لديه ظلت مفتوحة.
ما هي القوى السياسية الميدانية المحركة للعنف في الساحة اليمنية؟
هناك ثلاثي رعب يصنع الفوضى: جماعة علي عبد الله صالح المتجذرة والإخوان المسلمون ممثلين بحزب الاصلاح وجماعة الحوثي. تيارات عبثت باليمنيين، تتحالف متى تشاء وتختلف من أجل المصالح والمكاسب لا من أجل الشعب والوطن. الإخوان سرقوا الثورة في اليمن واتجهوا للمحاصصة والآن يسعون لسرقة المقاومة واللهث وراء المال والكرسي اللعين ولم يقدموا أي شيء للشعب.
لماذا جنحت القوى السياسية إلى العنف بدل الحوار؟
فعلا، بعد ذلك دخلت كل القوى السياسية الحوار الوطني وتجسدت القناعات لديهم . لكن الاغتيالات كانت تحدث في العاصمة لقيادة في الجيش وسياسيين وغيرهم .الكثير من المحللين قالوا إن وراءها علي عبد الله صالح الرئيس المخلوع لأنه يسعى لعمل ما .انتهى الحوار الوطني ليبدأ العمل لصياغة الدستور.
من هي الأطراف التي نسفت مخرجات الحوار الوطني؟
مباشرة بعد تنفيذ مخرجات الحوار الوطني بدأ يظهر تحالف الرئيس المخلوع مع الحوثيين الذين خاض معهم ست حروب وكان يصفهم بالإماميين والكهنوت والمتمردين . أصبح بين عشية وضحاها حليفاً لهم. بعد أن سقط الآلاف من قوات الجيش ضحايا في تلك الحرب. اتضحت خيانة الرجل وطمعه بالسلطة والسعي للحكم مجدداً. لم يتح مجالا للرئيس هادي وظل يلعب ويمكر ويفكر بالحيل.
ماذا وقع بعد ذلك؟
ما وقع هو أن صالح والحوثيين حاصروا المؤسسات والحكومة والرئيس هادي نفسه. وبدأ التفكير بالانقلاب على السلطة ، حيث حوصر هادي وتمت إهانته في منزله . وفرضت الإقامة الجبرية عليه من جماعة صالح والحوثي .اتضحت حقيقة الرئيس المخلوع، إنه يحضر للإنقلاب على السلطة والتوافق والمبادرة الخليجية والحوار. استمرت النوايا الانقلابية لصالح من خلال تحالفه مع الحوثي. وقام بتحريك مؤسسة الحرس الذي تم بناؤها لحمايته وكذا الأمن المركزي لتطارد الرئيس هادي إلى عدن وكل من يسانده .
مع أي جهة وقف الشعب اليمني، مع حكومة هادي أم مع دعم الانقلاب؟
الشعب اليمني وقف إلى جانب الشرعية طبعا، وانطلقت المظاهرات والمسيرات في أكثر من محافظة تعلن رفضها للانقلاب ومؤيدة للشرعية المتمثلة بالرئيس هادي . كل القوى السياسية كان لها موقف، لم يتوقف صالح والحوثي بل كانت القناعة بخوض حرب للإستيلاء على السلطة. وظهرت حقيقته عندما برز في الإعلام مخاطبا هادي أنه لن يترك له منفذ سوى البحر .
لماذا تدخل التحالف العربي في الحرب في اليمن؟
حرك صالح وبمساندة الحوثي ميليشياتهم لمهاجمة محافظة عدن . واستمرت معاناة سكان عدن لشهور تحت قصف ونيران مليشيا الحوثي وصالح . ولحقت محافظة الضالع التي عانت نفس المعاناة من قتل وخراب ودمار. هذه الممارسات مستمرة إلى اليوم في محافظة تعز، كان هناك تدخل لطائرات التحالف لمساندة الشرعية بطلب الرئيس هادي. ولأنها راعية للمبادرة الخليجية الذي ضمنت للرئيس المخلوع الحصانة وتابعت ورعت الحوار الوطني فقد تدخلت دول الخليج.
هل كان تدخل التحالف الذي قادته السعودية دعما للشرعية أم حماية لمصالحها؟
تدخل التحالف العربي بقيادة السعودية ضد مليشيا الحوثي وصالح عندما اتضح التدخل الايراني من خلال الانقلاب والإعلان الدستوري الذي جعل محمد الحوثي رئيسا للجنة الحوثي الثورية المسنودة من إيران، بعدها بدأت العلاقات الايرانية بالحوثي تكبر وعدة طائرات قدمت حينها إلى اليمن اسناداً للحوثي . ومن يتابع الإعلام الإيراني يجد أنه طرف فيما يجري في اليمن من خلال التبرير والدفاع عن مليشيا الحوثي وصالح الذي تمارس القتل وتمتلك آلة القتل.
في ظل هذه الحرب المفتوحة على عدة جبهات والتدخلات الدولية، ما هو مستقبل اليمن؟
اليوم يعيش اليمن مرحلة تشظي وواقع مؤلم تعطلت فيه الحياة. وجبهات قتال مشتعلة هنا وهناك وقتل واختطاف ونزوح وحالة انسانية يعيشها المواطنون اليمنيون نتيجة الحرب .مليشيا الحوثي تبرر أنها تدافع عن كرامة الوطن فيما هي بالأصل قتلت في عدن والضالع والبيضاء وإب ومأرب ولا زالت تقتل في تعز ومأرب إلى اليوم، فيما غالبية الشعب ترفض الحوثي وصالح لكنها لا تمتلك السلاح لمواجهته ويمارس أسلوب التخويف والرعب.
إلى اللحظة المواجهات لازالت مستمرة في أكثر من جبهه . كر وفر بين مقاومة شعبية وجيش وطني يساند القيادة الشرعية متمثلة بالرئيس التوافقي عبد ربه منصور هادي وبين مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية الذي انقلبت على الشرعية واقتحمت المؤسسات الحكومية وأهانت الحكومة ومارست حماقات بحق الشعب ومؤسساته.
من سينقذ اليمن والشعب اليمني من الاقتتال والحرب المشتعلة؟
السلاح انتشر وبكثرة لدى عامة الشعب ، وأصبحت حتى العربات والسلاح الثقيل لدى فصائل قبلية في ظل غياب مؤسسات الدولة . وكل يوم تسمع عن قتل هنا وهناك .تعطلت المحاكم والنيابات والسجون ولا صوت يعلو فوق صوت البارود.
هناك في اليمن من ينشد السلام ويعمل من أجل ذلك ، لكن الأمر أصبح بيد دول التحالف كونها هي راعية المبادرة الخليجية وهناك قرار من مجلس الأمن رقم 2216 الذي يحظر توريد الأسلحة للحوثيين ويؤكد دعم المجلس للرئيس اليمني هادي. دول الخليج تدخلت خوفاً من سيطرة إيران على اليمن من خلال الحوثيين الأقرب لها كون اليمن دولة جارة للخليج العربي . ولا زالت هناك أطماع لإيران في المنطقة العربية ولا زالت تسمي الخليج العربي بالفارسي.