لم يكن الحال دائما كما هو اليوم. فعندما كان يذكر اسم الإسلام والمسلمين قديما، لم تكن الصور الذهنية لتحيلك على القتل والتذبيح والجوع والفقر والظلم والتخلف..وإنما كانت كلمة الاسلام تحيلك إلى أزهى صور التقدم والابتكار والتنوير والحياة العادلة بل الرغيدة.
تاريخ الاسلام، يحمل في طيات صفحاته أسماء شخصيات لمع نجمها في سماء الثقافة والعلم والأدب والبحث والتطوير.
هذه لائحة لأهم 10 علماء مسلمين لم يشتهروا فقط بنبوغهم، بل قد أحدثوا ثورة علمية في العالم بأسره، حيث أنه ولولا ما قدموه للبشرية من نتائج وثمار لمجهوداتهم الكبيرة، لظل العالم قابعا في ظلمات الجهل والمرض والتقهقر.
1- عباس بن فرناس
الرجل الذي جعل فكرة الطيران ممكنة، بعد أن كانت مستحيلة، أو مضحكة ولو من باب التفكير بها. اعتاد الناس أن يذكروا اسم الإخوة رايت كأول شقيقين ابتكرا طائرة، متناسين أن الأفكار والتصاميم والمبادئ الأساسية للتطبيق، كانت حاضرة قبل قرون على يد هذا العالم المسلم، الذي حاكى الطير في هيأته وصمم معطفا من الريش مرفقا بأجنحة خشبية، وحاول الطير في سماء مالقة.. ورغم أنه انتهى بكسر رجليه إلا أنه أول من خطى في مشوار التقدم العلمي ابتداء من المنطاد وحتى صواريخ الفضاء.
2- الخوارزمي
العالم المتحدر من أوزباكستان، مؤسس علم اللوغاريتم، المسمى تيمنا به، صاحب كتاب الجبر والمقابلة، والذي لقب بسببهما بأب الجبر، اشتهر بمساهماته الهائلة في علم الرياضيات. الرجل غير وجه الرياضيات وفتح أبواب عوالم جديدة بها، كما اهتم في أوقات فراغه بعلم الفلك، ناهيك عن تلقيه العلم الشرعي وعلوم اللغة في سن مبكرة.
3- الرازي (إمام الأطباء)
الرازي، هو الدليل القاطع على ولادة “الطب” كعلم مستقل وقائم بذاته في دار الاسلام. أول من حلل أعراض الأمراض وبحث عن أسبابها، المرتبطة بالبيئة والجو. لم يقتصر على نظريات تجريبية ومادية محسوسة، بل نظر كذلك لعدة قواعد مهمة في علم النفس، المرتبط بعلاقة وطيدة برحلة الشفاء.
4- ابن خلدون (ملهم أوغست كونت)
الحديث عن السوسيولوجيا، يجعلنا غالبا نستحضر دوركهايم، دوكفيل وأوغست كونت، ما رأيك ان قلنا لك أن العالم الأخير اعترف بأن ملهمه هو العلامة المسلم ابن خلدون. العالم المسلم الذي ولد بتونس سنة 1332، وغاردها بسبب وباء ألم بقريته، فتنقل بين دول عربية عديدة، فكان قدره الأليم السبب في تحفته “المقدمة” التي ناقشت طبيعة الشعوب وعوامل ازدهارها وتراجعها.
5- ابن سينا الحانوتي الذي نور طريق العالم
من كان ليتوقع أن الصبي الذي بالكاد يعرف كيفية الحساب والمشتغل بأحد دكاكين أفشينا بأوزباكستان، سيصير عالما تلهج ألسنة الباحثين والطلبة باسمه في كل البقاع ولأبد الدهر. الرجل الذي حلل طبيعة الأمراض وقام باختبارات عديدة مهمة، كشفت النقاب عن طريقة محاربة الامراض، وطريقة تطورها داخل الجسد، أساليبه ومنهجه التحليلي جعلنا نصمد اليوم امام أمراض خطيرة كالتهاب السحايا أو السكري مثلا.
6- الشريف الإدريسي
كثيرة هي المناطق والدول بل القارات التي لم تكن لتكتشف أو تعرف لولا هذا العلامة الجليل، الشريف الإدريسي رائد علم الجغرافيا، وأول واضع لخريطة تقريبية لسطح الأرض، ساهم في انعاش الرحلات الاستكشافية وساعد بفضل دراساته وجولاته على جعل الملاحة والسفر خيارا سهلا لنا اليوم.
7 جابر بن حيان
جابر بن حيان، أو “الكيميائي الأعظم” كما لقبوه، ولد سنة 721 عالم أندلسي خاض في بحور الكيمياء فأتقن الابحار، أضاف إلى ملكة النبوغ ملكة الابتكار والابداع، اعتمدت أبحاثه من قبل علماء العالم وإليه تنسب عملية التقطير عن طريق “الإنبيق” أو انبوب التقطير.
8- ابن رشد (العالم المظلوم)
بعد محنة عاشها بسبب ارائه ومواقفه، تكللت أفكار هذا الرجل النيرة بالخلود، حيث لا يوجد اليوم باحث شرقي أو غربي لم يسمع بالعلامة والفيلسوف ابن رشد، الذي قرأ كتب أرسطو وأفلاطون ودافع عن حرية الفكر وإعمال العقل، خلقت أفكاره التقدمية والتحررية بلبلة في الأوساط الظلامية والرجعية بكلتا الديانتين، المسيحية والاسلامية، ورغم أنه عوقب بحرق كتبه، إلا أن علمه صمد ولازال خالدا في الكليات والمدارس.
9 العلامة تقي الدين
من منا لا يعرف العلامة الجليل، أشهر أعلام علم الفلك، ومخترع التليسكوب في أولى تصاميمه، الرجل الذي ابتكر طريقة متينة لحساب المواقيت ومراقبة النجوم والأفلاك، ولد تقي الدين بدمشق سنة 1526، له ابتكارات وتصاميم بارعة تم تدميرها بُعيد الغزو العثماني للشام.
10- أبو القاسم الزهراوي (جراح كل العصور)
أب الجراحة العصرية، وأبرز الأطباء والعلماء المسلمين، كان أحد أطباء الخليفة في عصره، موسوعته تضم 1500 صفحة، ابتكر فيها رسوم الأدوات الجراحية، وهو كذلك أول من ابتكر فكرة التجارب السريرية على الحيوانات، تعرف من خلالها على وظائف الشرايين والأعصاب وصمامات القلب، وبفضله مُهد الطريق لمحاربة المرض والمعاناة في العالم.