يبدو أن “زعيم البيجيديين” عبد الإله بنكيران، مازال لم يستسغ بعد حقيقة نزعه من السلطة نزعا، ما جعله يقع في مخالفات وأخطاء عدة لم يسبق لأي سياسي في تاريخ المغرب كبر شأنه أم صغر أن وقع فيها.
آخر أفعال الرجل الإسلامي، الذي أصبح متخصصا بعيد إعفائه من رئاسة الحكومة التي عشقها حد النخاع، في حضور الجنائز وإلقاء الشهادات في حق الراحلين، والذي لربما صدّق ترامي بعض ملتقطي الصور معه في بعض الأماكن، واعتبرها دليلا عن تنامي شعبيته، ما قام به في جنازة الراحل الشيخ محمد زحل مؤخرا.
فبالإضافة إلى قيام بنكيران -الذي ما فتئ يردد مواعظ الآخرة وأهوال يوم القيامة في كل جنازة حضرها- بإحضار عناصر الأمن الخاص، داخل تراب المقبرة، لمراقبة وعدّ كل خطواته، كما ألف ذلك منذ نهايته الحكومية، والتي عملت على دفع المرافقين للجنازة وعفس مقابر الموتى بكل وقاحة، قام بنكيران بموقف غير مقبول أثناء الجنازة.
وبحسب عدد ممن حضروا جنازة زحل، فإن بنكيران الذي يظهر بأنه صار يحسب نفسه “زعيما”، قام بمقاطعة موعظة تأبينية كان يلقيها على روح الراحل، عضو رابطة علماء المغرب وإمام مسجد الحسن الثاني المحجوب فُرار، بشكل غير لائق، ليأخذ مكانه الكلمة ويتحدث عوضا عنه أمام الحاضرين، وهو ما استهجنه الكل بصمت.
وذهب جل من حضروا جنازة زحل، إلى أن حركات بنكيران تلك التي قام بها، والتي اعتاد عليها على ما يبدو في كل مكان خرج له، لا تبتعد عن كونها تعبيرا صريحا عن نفسية بنكيران المتردية، بسبب فقدانه للسلطة التي كان يعشقها حد النخاع، والتي جعلت منه اليوم لاهثا وراء أي فرصة أو مناسبة تمنحه فرصة للظهور على شكل “زعيم مزور” حتى لو كان ذلك في جنائز الموتى.