قال الناشط السياسي والإعلامي الجزائري وليد كبير، إن الإعلانَ المُوقع بين الملك محمد السادس ورئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد، هو إعلانٌ عن شراكةٍ تاريخية، بين بلدين حليفين، يُشكل تعاونُهما صورة مُشرقة عن عمل جاد بين بلدين شقيقين استطاعا أن يُطورا علاقاتهما إلى شراكة تاريخية”.
وأضاف الناشط الجزائري في تصريح لموقع “برلمان.كوم” أنَّ الإمارات نَجَحتْ في أن تحضى بثقة المملكة المغربية، وقال “لقد شاهدنا كيف كانت -الإمارات- من الدول القلائل التي قبل المغرب مساعدتها في زلزال الحوز”.
وأكد ذات المتحدث أن العلاقات المغربية الإماراتية، هي علاقاتٌ متينة ومميزة وهذا يَسمحُ لها بأن تحضى بنصيب في الاستثمارات في المشاريع الضخمة والأوراش التي تم إطلاقها في المغرب على غرار مشروع أنبوب الغاز الرابط بين المغرب ونيجيريا مرورا بدول غرب إفريقيا، وهذا مشروع ضخمٌ للغاية، والإمارات تدخل على الخط، وتستثمر في هذا المشروع، الذي سيغير من وجه دول غرب إفريقيا، بالإضافة إلى مشاريع أخرى متعلقة بالبنية التحتية، مثل ميناء الداخلة الأطلسي الذي تكلم عنه الملك محمد السادس في خطاب المسيرة الأخير، حيث مدَّ يده إلى دول الساحل من أجل الاستفادة من واجهة بحرية.
وتابع وليد كبير في حديثه للموقع أن “هناك مشاريع أخرى متعلقة بالقطار فائق السرعة، ودخول الإمارات على الخط بالاستثمار في هذا المشروع، من خلال تطوير شبكة القطار فائق السرعة في المغرب، ومشاريع متعلقة بالتحضير لمونديال 2030 الذي يتطلب استثمارات هامة وأوراشاً ضخمة، وهذا يؤكد أن المغرب نَجَحَ في أن يَبْني شراكةً تاريخية مع بلد يُعتبر الآن فاعلاً كبيراً في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”.
وقال الناشط السياسي والإعلامي الجزائري “هذه الدعوة التي وجهها رئيس دولة الإمارات للملك محمد السادس من أجل زيارة بلده وتوقيع هذا الإعلان هي طبعا رسالة إلى عصابة العسكر التي تحكم في الجزائر والتي يبدو أن علاقتها مع الإمارات تتدهور يوما بعد يوم، وهناك أزمة دبلوماسية صامتة، نظرا لكون النظام الحاكم في الجزائر يرفض دعم الإمارات للمغرب والتي تقف في جانبه في ملف الصَّحراء المَغْرِبِيَّة، والإمارات فحت قنصلية بمدينة العيون، وكل هذا لم يعجب النظام الحاكم في الجزائر”.
واستغرب وليد كبير من موقف النظام الجزائري و”عدم إعجابه بمواقف الإمارات مشيرا إلى أن موقفه ليس مرتبطا بمصالح البلاد، بل بشيء غير مفهوم للعالم، وهو ما يسمى بالدفاع عن (حق تقرير المصير للشعب الصحراوي)، والحقيقة هي بحثه عن زعامة في المنطقة”، مشيراً كذلك إلى أن الجزائر ترى أن “دعم الإمارات للمغرب سيجعله يتبوأ الزعامة في المنطقة وهذا كله كلام فارغ وتافه يروج له النظام الحاكم في الجزائر عبر إعلامه وأبواقه”.
وخلص الناشط السياسيُّ والإعلامي الجزائري، وليد كبير بالقول أن “هذه شَرَاكَةٌ بين بلدين شقيقين وحليفين، لا يبحثان على الإضرار بمصلحة الجزائر كما يروج لها الإعلام المُنبطح في الجزائر، بالعكس، هي الشراكة التي تُمكن بلدا مغاربيا من تطوير بنيته التحتية خصوصا ميناء الداخلة وإنجاح مشروع أنبوب الغاز، وهذا الأخير عَرَضت الجزائر على نيجيريا تمويله بالثلثين بعد الإعلان عن البدء فيه رسميا، حيث يحاول النظام الجزائري عرقلة هذا المشروع، وهذا ما لن يستطيع فعله خصوصا بعد التوقيع على الشراكة التاريخية بين الإمارات والمغرب، وبالتالي الإمارات ستعمل على تمويل المشروع وتجسيده، وهو الذي سيكون له أثر كبير على دول غرب إفريقيا”.