الأخبارتكنولوجيامستجدات

هيمنة تطبيقات الذكاء الاصطناعي على جوائز نوبل هل هي مدعاة للقلق أم للأمل؟.. خبير يوضح

الخط :
إستمع للمقال

شهدت جوائز نوبل 2024 تحولاً كبيراً في مجالات العلوم والتكنولوجيا، وذلك مع تزايد الاعتماد على تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تحقيق العديد من الاكتشافات والابتكارات التي نالت هذه الجوائز المرموقة، إلا أن هذا التطور اللافت أثار جدلاً واسعاً بين الأوساط الأكاديمية والعلمية، حيث انقسمت الآراء حول ما إذا كانت هذه الهيمنة التقنية تحمل بوادر أمل لحقبة جديدة من التقدم البشري السريع والابتكار المدفوع بالذكاء الاصطناعي، أم أنها تمثل مصدر قلق حقيقي بشأن الدور المتزايد للآلات في رسم ملامح المستقبل العلمي، وما قد يترتب على ذلك من تأثيرات على الجوانب الإنسانية للبحث والابتكار.

وفي هذا السياق قال عبد المولى أبو هلال، خبير في الإلكترونيك والمعلوميات وأستاذ محاضر في المعلوميات والأنضمة المدمجة، في تصريح له لموقع “برلمان.كوم”، بأن الذكاء الاصطناعي يعتبر اليوم واحدا من أهم الابتكارات التكنولوجية في القرن الواحد والعشرين، بحيث هذه السنة حصل مجموعة من العلماء على جائزة نوبل وذلك تقديرا لإنجازاتهم في تطوير تقنيه الذكاء الاصطناعي.

وأوضح الخبير أن هذا يعكس التأثير العميق للذكاء الاصطناعي على جميع المجالات مثل الطب، الفيزياء، الكيمياء، المناخ وكذلك التعليم. معتبرا أن هذا التكريم يعتبر شاهدا على الدور الحاسم الذي يلعبه حاليا الذكاء الاصطناعي في تشكيل مستقبل البشرية.

وأكد أبو هلال على أن “للذكاء الاصطناعي مجموعة من الإيجابيات، فالآن نتحدث عن زيادة الكفاءة والإنتاجية حيث أن الإنسان بات من واجبه استعمال الذكاء الاصطناعي في تحسين إنتاجيته من خلال الأتمتة، أي يعني كل ما هو أوتوماتيكي، في العمليات الصناعية“.

مردفا “كذلك نلاحظه في الخدمات ومن أجل التقليل من الأخطاء البشرية، فالذكاء الاصطناعي اليوم أصبحنا نراه في المجالات الطبية، فيمكن عن طريق الذكاء الاصطناعي تشخيص بعض الحالات الطبية ويعطينا نتائج سريعة ودقيقه جدا، وخير دليل أنه يمكن استعماله حاليا في الجراحة“.

وشدد ذات المصدر على “أن للذكاء الاصطناعي إيجابيات أخرى، على سبيل المثال استعماله في تحليل البيانات وهنا نتحدث عن تحليل البيانات بشكل متقدم، حيث أن الذكاء الاصطناعي يمكن من تحليل كميات هائلة من البيانات بفعالية وبكفاءة وبجودة عالية مما يساعد مجموعة المؤسسات اليوم في اتخاذ قرارات استراتيجية تعتمد على بيانات حقيقية محضة“.


واعتبر نفس المصدر أنه “كذلك في مجال التعليم يمكن أن نستعمل الذكاء الاصطناعي في هندسة التكوينات، وذلك وفقا لاحتياجات الطلبة، وهذا يعزز تجربة مثالية في التعليم، كما أنه يمكن اليوم توضيفه في التعليم عن بعد ما إلى غير ذلك.

وفسر المتخصص في التحكم في الأنضمة المدمجة عن بعد، أنه رغم الإيجابيات فهناك دائما للتكنولوجيا سلبيات، فيمكن للذكاء الاصطناعي أن يؤدي إلى البطالة، وبالتالي يمكن أن يؤدي إلى فقدان العديد من الوظائف التقليدية، معتبرا أن هذا التحدي من بين أهم التحديات التي تواجهنا، الأمر الذي يثير مجموعة من القضايا الاقتصادية والاجتماعية حول تأثيرات الذكاء الاصطناعي على اليد العاملة.

وحسب نفس المصدر “فتهديدات الذكاء الاصطناعي تتمثل كذلك في الأمن السيبراني فتزايد استخدام الذكاء الاصطناعي اليوم قد يجعل الأنظمة أكثر عرضة للهجمات السيبرانية والتي قد تستهدف الأنظمة الذكية وتسيطر عليها بشكل كامل إذا لم يتم استغلالها بشكل أخلاقي“.

وأكد أبو هلال كذلك أنه مع التطور الذي أصبحت تعرفه الإنترنت حاليا، من خلال استعمال بعض الأدوات مثل الساعات الذكية التي تقيس نبضات القلب، التوتر وغيرها، فيمكن جمع هذه البيانات الشخصية واستخدامها من قبل أنظمة الذكاء الاصطناعي، الأمر الذي قد يثير بعض المخاوف حول حماية خصوصية الأفراد وحقوقهم.

ومن جهة أخرى أشار الخبير إلى أنه بالنسبة لمستقبل الذكاء الاصطناعي فيمكن اعتباره زعما وعيدا، حيث يتوقع خبراء كثر المزيد من الابتكارات في قطاعات مختلفة مثل الرعاية الصحية، النقل، تحليل البيانات المناخية، ومعالجة مشاكل معقدة بطريقة أسرع وبدقة أكثر بفضل تطبيقات الذكاء الاصطناعي، الأمر الذي يعزز من إمكانيات العلم والصناعة.

وأشار أبو هلال إلى أنه مما لا شك فيه سيأخذ المغرب كذلك هذا الركب، حيث أن المغرب يخطو اليوم خطوات متسارعة نحو تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات في قطاع الزراعة، ومن المتوقع أن يسهم الذكاء الاصطناعي في تحسين الإنتاجية من خلال التحليلات الذكية للبيانات المناخية والتربة إلى غير ذلك، وهذا سوف يساعد بلادنا في تطوير هذا المجال.

مبينا في هذا الباب على أن المغرب اليوم يعمل على تطوير التعليم والبحث العلمي في مجال الذكاء الاصطناعي، مما يفتح الأبواب أمام ابتكارات محليه ستسهم في تنمية البلاد على المستوى الاقتصادي والاجتماعي وخصوصا أننا مقبلون على تنظيم واحده من أكبر التظاهرات وهو كاس العالم.


وأوضح نفس المصدر أن هناك تسارعا كبيرا من أجل استعمال الذكاء الاصطناعي في التطبيقات وذلك بغرض خدمة زوارنا وكذلك مواطنينا في هذه التظاهرة، وخير دليل في هذا الإطار هو السباق الذي تقوده اليوم وزارة التحول الرقمي نحو الذكاء الاصطناعي وذلك بالقيام والبحث بشراكات مع مجموعة من الشركات، من بينها شركة أوبن اي اي، التي تعتبر هي المنتجة لشات جي بي تي والذي يمكن أن نأخذه كمثال حي للذكاء الاصطناعي؛ حيث أنه يمثل تطبيقا حيا تكنولوجيا، خصوصا التوليدي منه وهو يعتمد على نظام تقنية التعلم العميق لتحليل النصوص واستيعاب الأسئلة مما يمكنه من توليد استجابات دقيقة جدا.

وختم الخبير بأن الذكاء الاصطناعي اليوم يعتبر قوة محركة للعديد من التغييرات الجوهرية في حياتنا اليومية، فحصول العلماء على جائزة نوبل لسنة 2024 يعكس القيمة الكبيرة لهذه التكنولوجيا في دفع عجلة التقدم العلمي والتقني. حيث أنه من الضروري أن نعمل على مواجهة التحديات الأخلاقية والاجتماعية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي من أجل ضمان استخدامه بطرق تخدم الإنسانية بشكل أفضل. فهنا يعني الإجابة على السؤال هل هو نعمه أو نقمه؟ سنقول إنه نعمه إن تم استغلاله بالشكل الصحيح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى