بعد الانشغال الملكي من التأخير الحاصل في تشكيل الحكومة وإبلاغ ابن كيران من قبل المستشارين الملكيين أول أمس السبت ،حرص الملك محمد السادس على إخراج التشكيلة الحكومة إلى الوجود في “أقرب الآجال”، كما جاء في بلاغ الديوان الملكي، عقد رئيس الحكومة المعين اليوم الاثنين، جولة جديدة من المشاورات مع رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار عزيز أخنوش .
ومن خلال التصريحات المقتضبة التي أدلى بها أخنوش عقب هذا اللقاء ، يبدو أن معالم الطريق أمام ابن كيران بدأت تتضح ، خاصة وأن تلك التصريحات ركزت على الطابع الاستعجالي لتشكيل الحكومة في ضوء “التوجيهات الملكية”، والتأكيد على استحالة مشاركة الأحرار في حكومة يتواجد فيها حزب الاستقلال ، خاصة بعد الأزمة التي خلفتها تصريحات أمين عام هذا الحزب حميد أشباط بخصوص موريتانيا.
وفي هذا السياق صرح أخنوش أن حزبه غير مستعد ليتواجد داخل الحكومة المقبلة مع أحزاب “يعمل زعماؤها من خلال تصريحاتهم ، على خلق الأزمات مع دول الجوار”، في إشارة إلى ما قاله أمين عام حزب الاستقلال حول موريتانيا .
وشدد زعيم الاحرار على أن حزب الحمامة يريد حكومة “منسجمة ومتفقة بين أعضائها تتفرغ لانشغالات المغاربة وليس إلى افتعال الأزمات”.
وفي إشارة لتصريحات حميد شباط، قال أخنوش “إنه أمر مزعج أن نكون داخل الحكومة مع أطراف تطلق مثل هذه التصريحات “، التي قال إنها “لا تحترم دول الجوار”، معربا عن اعتقاده بأن “دور الأحزاب السياسية وزعمائها ، لدى خوضهم في السياسة الخارجية، عليهم تفادي خلق الأزمات ، بل عليهم إيجاد الحلول لتلك الأزمات إن وجدت وتقريب وجهات النظر بين الدول”.
وعن محادثاته مع ابن كيران أوضح أخنوش أنه كان لقاء “مهما” تناول وسائل التعجيل بتشكيل الحكومة ، في ضوء توجيهات الملك محمد السادس، وتطرق لعدة نقاط ، مشيرا إلى أنه حصل الاتفاق على العديد من المسائل ، وأعلن أنه سيلتقي مجددا مع رئيس الحكومة المعين .
وكان أخنوش قد اشترط في مشاورات سابقة مع ابن كيران، لكي يشارك حزبه في التحالف الحكومي ، ألا يضم حزب الاستقلال، وفق ما تداولته عدة منابر إعلامية نقلا عن مصادر رسمية مقربة من رئيس الحكومة المعين ، وهو الموقف الذي عارضه ابن كيران في تصريحات متواترة.
غير أن التصريحات الأخيرة لحميد شباط حول موريتانيا والتي خلفت غضبا وانزعاجا دبلوماسيا في نواكشوط والرباط ، أفاضت الكأس وجعلت زعيم الأحرار يعبر صراحة عن رفضه التواجد مع حزب الاستقلال في نفس الحكومة ، وهو ما سوف يأخذه ابن كيران هذه المرة بعين الاعتبار.
وكانت الخارجية المغربية قد أصدرت عشية اليوم الاثنين، بلاغا رسميا استنكرت فيه تصريحا زعيم حزب الاستقلال ووصفتها بـ “الخطيرة وغير المسؤولة”، مؤكدة في ذات الوقت احترام المغرب لسيادة موريتانيا ووحدتها الترابية ورغبته في تعزيز العلاقات مع موريتانيا.
جولة المفاوضات الجديدة بين ابن كيران وأخنوش تأتي غداة الانشغال الذي عبر عنه الملك إزاء التأخير الحاصل في تشكيل الحكومة ، حيث كلف المستشارين الملكيين عبد اللطيف المنوني وعمر القباج ليبلغا رئيس الحكومة المعين حرص الملك على تشكيل الحكومة في “أقرب الآجال”، وفق مصادر الديوان الملكي.