تواجه السياحة الساحلية في المغرب تحديات كبيرة بسبب التغيرات المناخية المتزايدة، ما يهدد بفقدان العديد من الوظائف الحيوية في هذا القطاع، حيث أظهرت دراسة حديثة للبنك الدولي أن انخفاض عدد السياح الوافدين إلى المغرب نتيجة ارتفاع درجات الحرارة قد يؤدي إلى تراجع كبير في فرص العمل والأنشطة الاقتصادية المرتبطة بالسياحة الساحلية، وهو ما يستدعي اتخاذ تدابير عاجلة لتعزيز قدرة الاقتصاد الأزرق على الصمود أمام هذه التحديات.
التغير المناخي وتآكل السواحل
وفقا للدراسة، يعد المغرب، الذي يعتمد بشكل كبير على قطاع السياحة الساحلية، عرضة بشكل خاص لتأثيرات التغير المناخي، ومع تزايد درجة الحرارة العالمية، ارتفعت درجة الحرارة في المغرب بمعدل 0.2 درجة مئوية لكل عقد منذ ستينيات القرن العشرين، وهو ضعف المعدل العالمي.
وتسبب هذا في تآكل السواحل المغربية بمعدل 14 سنتيمترا سنويا على البحر المتوسط و12 سنتيمترا على المحيط الأطلسي، وهو ما يقارب ضعف المعدل العالمي.
تأثير التغيرات المناخية على السياحة الساحلية
أشارت الدراسة إلى أن ارتفاع درجات الحرارة سيؤثر بشكل مباشر على السلوك السياحي، حيث أفاد 70% من السياح بأنهم سيغيرون وجهتهم إذا ارتفعت درجات الحرارة إلى مستويات لا يمكن تحملها، وقد يؤدي هذا الانخفاض المتوقع في عدد السياح إلى تقليص فرص العمل في قطاع السياحة الساحلية.
وتوقعات الدراسة تشير إلى خسائر قد تصل إلى 32% في وظائف الفنادق والمطاعم بحلول عام 2035، مع انخفاض عدد السياح بنسبة تتراوح بين 8% و18%. هذه الخسائر لن تقتصر على الفنادق والمطاعم فقط، بل ستطال قطاعات فرعية أخرى مثل الفنون والترفيه والنقل.
التأثير على سلاسل القيمة وفرص العمل
وتشير تقديرات الدراسة إلى أن انخفاض عدد السياح بنسبة 18% سيؤدي إلى فقدان وظائف في سلاسل القيمة الخاصة بالسياحة الساحلية، والتي تشمل الإقامة، الغذاء، النقل وقطاعات أخرى.
وتوقعات فقدان الوظائف تشير إلى تأثير واسع يمتد ليشمل المنشآت الصغيرة والمتوسطة الحجم، التي غالباً ما تفتقر إلى القدرة المالية لمواجهة الصدمات الكبيرة مثل هذه التغيرات المناخية.