الأخبارسياسةمستجدات

هل فعلا حقق إلياس العماري نجاحا في المجلس الوطني لحزب الجرار؟

الخط :
إستمع للمقال

رأى مراقبون ومتتبعون لشأن حزب الأصالة والمعاصرة أن الياس العماري، الأمين العام المستقيل للحزب، قد نجح في العودة إلى السيطرة على دواليب الجرار بعد فشل خصومه داخل المجلس الوطني أمس الأحد في إزاحته نهائيا.
والواقع أنه إن كان هنالك نجاح يذكر لإلياس العماري فهو استطاعته صرف الأنظار، ولو لبعض الوقت، عن غناه الفاحش وعن الفضائح المالية لبعض مسؤولي الحزب، و تركيز الرأي العام و الصحافة على الصراعات الشخصية بين هذا و ذاك.
والحقيقة التي لا يمكن اخفاؤها عن الانظار أن الياس العماري خرج من المجلس الوطني لحزبه ضعيفا ومستضعفا، وإن هو عاد الى زعامة الحزب فسيعود لها بضغف اكبر. فبالأمس القريب، كان ابن الريف يصول ويجول كما يشاء، ويعطي الأوامر كما يشاء ولمن يشاء، ويعين في المناصب من يشاء، ويعاقب من يشاء، بدون حسيب ولا رقيب.
بالأمس، كان ينحني له الوزير، ويهابه العامل، ويخافه الوالي،  ويخشاه القاضي، ويجتنب شره رجل الأعمال.
وبالامس ايضا، كانت رنات هاتفه لا تنقطع، وقائمة طلبات على مكتبه لا حدود لها، واجندة لقاءاته و استقبالاته اليومية أطول من قائمة المواعيد الشهرية للأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة. بالأمس، لم يكن يقوى أي عضو في البام، مهما علت درجته، أن ينتقد ابن خديجة، حتى في الجلسات السرية، ولذلك فقد حمله الباميون على أكتافهم، وبايعوه في رمشة عين، و صار “بالفور يا شيفور” زعيما لهم، ولم يملك أحد الشجاعة لمنافسته او للترشح ضده.
أما اليوم، فجاء الياس العماري يستعطف ويتوسل الباميين كي يقبلوه فقط عضوا بسيطا بينهم، واستعان بكل أشكال وأنواع المكر والخداع، بل اعتمد على الانتهازيين والوصوليين والمهددين من طرف القضاء، او ممن فضحهم الاعلام وكشف اسرارهم وعرى تزويرهم وثرواتهم المشكوك في مصدرها، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر، العربي المحرشي، حكيم بن شماش، وعزيز ببنعزوز. ولعل هؤلاء أوهمهم الياس العماري بأن مظلته لا زالت قادرة على حمايتهم حتى من القضاء. لدى سارعوا الى مساندته ومؤازرته بما أوتو من قوة.
فهؤلاء وآخرون في حاجة ماسة لإلياس العماري لاعتقادهم انه قادر أن يبعد عنهم “شر” القضاء، والعماري في حاجة أمس لهم لأنهم لن يسائلوه أبدا عن التقرير المالي للحزب ولا عن كيفية صرف أموال الحملتين الانتخابيتين المحلية والتشريعية. لانهم سيكتفون بتقرير سياسي أقل درجة من الصفر و يصفقون للذي “حنزز” في المغاربة وقال أمام الكاميرا “بلا حيا بلا حشمة” إنه حصل على شهادة الماستر ولَم يحصل بعد على شهادة الباكالوريا. أي أنه كما نقول “جانا من اللّخّر”. لأنهم سيهتفون بأعلى حناجرهم لزعيم يحكي عن شعب “الأنكا” وعن “جبل شامخ” و “البرد قارس” ونظارات “رايبان” وسروال “لبلو دجين” وقصة “أمي خديجة كانت كتبيع البيض”.
قال إلياس العماري إن استقالته كانت “سياسية”، والواقع أن تراجعه عن استقالته هو القرار السياسي بامتياز، الذي أراد به العماري حماية جلده، وجلد أخيه، وبعض أتباعه من تحقيقات قضائية ومتابعات، ينتظرها بفارغ الصبر أصدقاؤه قبل خصومه، حول مصدر وحجم ثروته الباهظة التي راكمها بين عشية وضحاها.
إن إلياس العماري يدرك جيدا أن “المخزن”, كما يحلو له تسمية الدولة في جلساته المغلقة، يمهل ولا يهمل، وأن ساعة الحساب آتية لا ريب فيها. لذا يحاول ابن الريف أن يحتمي تحت قبعة زعيم أكبر حزب في المعارضة كي لا يكتوي بنار الحساب،  وربما لمحاولة تحويل متابعته، ومتابعة مفسدي حزبه إلى متابعات سياسية.
لا نعتقد أن المغاربة يهتمون كثيرا بشؤون حزب الجرار، ولا بنجاح فلان وفشل علان في هذا الحزب، لكنهم وبالتأكيد سينفرون أكثر من السياسة إن عادت كائنات مثل الياس العماري وعبد الاله ابن كيران الى الواجهة من جديد.
أكيد أن المغاربة عاشوا حوالي سنة من الضحك والتسلية على إيقاع نكت عبد الاله بن كيران، وبهلوانية الياس العماري، و وشعبوية وتهديدات حميد شباط، لكنهم سرعان ما “هجْروه” اقتصاديا واجتماعيا طيلة الأربع سنوات الأخيرة من الولاية الحكومية المنصرمة.
لقد تمرد إلياس العماري وابن كيران على مطالبة المغاربة لهم بالرحيل، كما تمرد قبلهم حميد شباط. بالتأكيد وحتما أن الاثنين معا سيلقيان نفس مصير شباط: وهو الخروج المخزي من النافذة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى