هل تعترف الخطوط الجوية الفرنسية ب”الجمهورية الوهمية” دون علم الدولة الفرنسية

صدم مغاربة أثناء رحلة من باريس إلى لوس إنجلوس بكون طائرة الخطوط الفرنسية تقدم لركابها خريطة تعبر عن موقف غير الموقف الرسمي الفرنسي من وحدتنا الترابية. ذلك أن الخطوط الفرنسية لم تكتف بخط عازل لأقاليمنا الجنوبية عن بقية التراب الوطني، وهو الخط الوهمي الذي تكتفي به حتى الدول التي لا تجمعها بالمغرب نفس العلاقات التي تجمعه بفرنسا، ولم تكن مستعمرة، أو بوضع تسمية “الصحراء الغربية”، بل وضعت على أقاليمنا الجنوبية اسم “جمهورية العربية الصحراوية” الوهمية لاوجود لها في البر أو البحر أو السماء، الشيء الذي يعني أن الخطوط الجوية الفرنسية، التي تعتبر شركة وطنية وليست شركة خاصة، تتبنى موقفا خاصا مختلفا عن الدولة الفرنسية أو أن للدولة الفرنسية مواقف متعددة من نفس القضية تصرفها بحسب الشركات الوطنية.

هذا الموضوع لا يمكن أن تسكت عنه الديبلوماسية المغربية لأنه ينطوي على إساءة واضحة للمغرب وسيادته ووحدة ترابه الوطني، ويشكل دعاية مجانية لفائدة خصوم وحدتنا الترابية ويناقض الموقف الدولي وبالأخص موقف الدولة الفرنسية التي تدعو إلى حل سياسي تفاوضي للنزاع الإقليمي مع الجزائر وتؤكد على جدية ومصداقية مشروع الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب لإنجاح هذا الحل، بل إن العديد من القيادات الفرنسية من مختلف الأطياف تساند الوحدة الترابية للمغرب وتعبر عن رفضها للمخططات الجزائرية، ومنها رئيسان فرنسيان سابقان.

من المفروض العمل بسرعة على وضع حد لهذا التجاوز بالصرامة اللازمة، بعدما أصبح لنا 3 وزراء خارجية وسفير في باريس، كان من قبل وزيرا للداخلية، لأن استمراره سيجعل ركاب الخطوط الفرنسية الكثر يعتقدون بوجود دولة لا وجود لها في الواقع ولا تعترف بها الجمهورية الفرنسية ولا أي دولة أوروبية ولا الولايات المتحدة التي كانت رحلة الخطوط الفرنسية متوجهة إليها.