الأخبارمجتمعمستجدات

هل تحول المعطي منجب إلى سمسار في سوق البرامج التجسسية؟

الخط :
إستمع للمقال

إن مفهوم مهنتي الدلال والسمسار في الأعراف التجارية هو كل من يروج لسلعة أو خدمة، أو يتوسط من أجل بيعهما. بل إن السمسار والدلال هما من يعرفان مصائر ومآلات البضائع التي تدخل السوق، ولمن بيعت وكيف بيعت. لذلك، فحين ادعى المعطي منجب في إحدى تدويناته القديمة، من بنات هلوساته، بأن المغرب اشترى من إسرائيل برنامج التجسس “بيغاسوس” ليوظفه ضد المثقفين والصحافيين، فهو تحول بذلك إلى سمسار في سوق برمجيات التجسس، والغريب أنه لا يعرف أن الوضع الثقافي والواقع الصحفي في المغرب أصبحا في أسوء حال، وهما ليسا في حاجة لا للتجسس ولا للتعقب.

ولأن أهل السوء يستلذون بالإشاعات والأكاذيب التي يتفنن أمثالهم في صناعتها، فإن المدعو كوينتان.م ( Quentin M) نبش في التدوينات المتلاشية لمنجب، وأعاد نشر إحداها بالرغم من قدمها، وهو بذلك يهوى النبش في النفايات والمتلاشيات القذرة، التي تتعفن بدورها مع الزمن كما تتعفن المقذورات فتصبح رائحتها مقززة ولا يجرؤ على الاقتراب منها إلا من تعود من صغره على هذا الأمر.

وبالرغم من أن مثل هذه التدوينات فقدت مصداقيتها مباشرة بعد نشرها، فإن بعض المغرضين يحاولون إعادة تدويرها بعد أن عفا عليها الزمن. فترى الرافضين للكذب يتصدون إليها لاستقباحها وتفنيدها كما فعل المدون أبو الإدريسي الذي وصف تدوينات المعطي منجب بالمقبلات أو السلطات المثيرة للاشمئزاز.

لقد كان بإمكان القضاء المغربي التحقيق مع المعطي منجب حول هذه المعطيات التي نشرها ومصادرها، وبالتالي متابعته بالكذب ونشر معلومات يعلم بخطئها وعدم صحتها، وبكونها مسيئة بل ومهينة لبلده، وبأن مراده من نشرها هو تلطيخ والمس بسمعة المغرب. عدا المعطي منجب وعبد الحق سامبريرو، لم يعد أحد يثق في تهمة بيغاسوس التي تم تلفيقها للمغرب، إذ تخلت عنها الصحافة الأوروبية ونفتها رسميا الحكومة الإسبانية.

صراحة، أطلنا التفكير في سلوك هذا الأستاذ لمادة الجغرافيا، الرافض للاجتهاد في مهنته، فلم نجد له وصفاأحسن من سلوك العنكبوت بكل رذائله المنحطة في التنكر والغدر والتآمر، بل إن بعض أنواع العناكب تقتات على جهود باقي الحشرات وعلى مؤونتها، وهو النوع الذي سماه العالم المصري مصطفى محمود بالعنكبوت “السنكوح”. و”السنكحة” في لهجة المصريين والسوريين هي ضعف الشخصية، وقلة الكرامة، وبالتالي فهي وصف ينعت به من يرفضون التأقلم والعيش في الأماكن الحافظة لكراماتهم، وهنا يحق لنا التوجه نحو المعطي “السنكوح” لمساءلته: أما آن لك أن تخجل وتراعي لنفسك ومحيطك؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى