إن خطر تغلغل الفكر التكفيري المتطرف في المجتمع المغربي، والذي يرمي كل من يعارضه بسهام التكفير والتضليل، ويبني دعاته على ذلك استحلال الدماء، هو أكبر تهديد يواجه المغرب في الحفاظ على أمنه واستقراره، خاصة وأن دعاة التطرف هم من أوصلونا اليوم إلى ما نعيشه من ويلات الفتن والحروب والاقتتال.
ووعيا منها بخطورة الفكر المتطرف، نهجت الأجهزة الأمنية مقاربة صارمة في التعامل مع كل من عرف بميولاته المتطرفة والإشادة بالإرهاب في أي بقعة من العالم، نظرا للآثار الوخيمة لهذه التوجهات على الأوطان، سواء على المستوى الإقتصادي والسياسي والإجتماعي.
وأجمعت كافة المؤسسات المغربية على التصدي لهذا الفكر المنحرف، حيث ربط الملك محمد السادس في خطابه بمناسبة الذكرى السابعة عشر لعيد العرش، نهاية الأسبوع الفارط “مصداقية العمليات الأمنية، بالتعامل بالحزم والصرامة مع المجرمين، ومع دعاة التطرف والإرهاب، وذلك في إطار الالتزام بالقانون، واحترام الحقوق والحريات، تحت مراقبة القضاء”.
في مقابل هذا المسار نجد أن الفكر المتطرف يتسرب داخل التنظيمات الحزبية، والدفاع عنه من طرف بعض قياداتها، وهنا نقصد الدعوة الصريحة لأحد قيادات شبيبة حزب العدالة والتنمية الحاكم، عمر الصنهاجي إلى “قتل كل معارضي حزب بنكيران وتعليق رؤوسهم في الأماكن العامة”، قائلا بالحرف أن “الذين يكتبون الهراء ويظنون أنه يحقق ذواتهم ويميزهم في الفيسبوك أو المجتمع …هذه نماذج لأشخاص يتوجب قتلهم بلا رحمة. وفصل رؤوسهم عن أجسادهم، وتعليقها بأحد الأماكن المشهورة” كنوع من التهديد والترهيب للجميع لكي لا يسيروا على خطاهم.
وما يضفي شرعية على هذا الفكر المنحرف أن يحظى بدعم من البرلمانية والقيادية بنفس الحزب، أمينة ماء العينين، اتي وصفت التحريض على قطع رؤوس معارضي زعيمهم عبد الإله ابن كيران بأنه مجرد “حرية تعبير”.
واعتبرت أن الحملة الاستنكارية الواسعة ضد ما قام به الصنهاجي غير منطقية، مطالبة بعض الأصوات الحقوقية القضاء بالتحقيق في خلفيات تلك التدوينة التي تعتبر في نظرها “إرهابا في حق الصنهاجي”، حيث كتبت قائلة: “كل التضامن مع المناضل عمر الصنهاجي الذي يسعون لترهيبه، لا لشيء إلا لأنه حر مستقل في التعبير عن رأيه”.
ولم يتوقف دعم الفكر المتطرف لعمر الصنهاجي عند ماء العينين، التي عرفت بوقاحة لسانها، بل دافع زعيم تنظيم شبيبة حزب المصباح خالد البوقرعي عن “أخيه” عمر الصنهاجي الذي لقي دعما كذاك من القيادي والبرلماني عبد العالي حامي الدين عبر حسابه على فايسبوك بتدوينة عن (الصنهاجي) خريج تكوين وتأطير قيادات هذا الحزب الإسلامي.
فحتى لا تصبح الأحزاب السياسية الإسلامية حاضنة لدعاة التطرف والإرهاب، صار من واجب الأجهزة الأمنية و القضاء التدخل وتطبيق القانون، بنفس الصرامة التي تتعامل بها مع مواطنين عاديين انجرفوا وراء التطرف والإرهاب، دون إعتبار انتماء هذا و ذاك لحزب في الحكومة أو خارجها، كما دعا إلى ذلك ملك البلاد في خطاب العرش، حتى لا تتحول التنظيمات السياسية إلى درع لحماية دعاة التطرف والإرهاب.
هذا البلد هذا المغرب سيبقى شامخا انه دولة المؤسسات و الديموقراطية الناشئة لا مكان للفكر الاستئصالي فيها انها دولة الحوار و التسامح لم تكن و لن تكن فيها جماعات تستقوي على البلد و التاريخ على ذلك يشهد و ما هو خطير في المشهد هو ان هناك دعما و تأييدا لمن نادى بقطع الرؤوس من نفس الحزب ، لذلك فالامر لم يعد مقتصرا على رأي فرد بل كل من تضامن معه ينبغي ان يقدم للقضاء ، ننتظر بفارغ الصبر من وزير العدل ان يحرك المتابعة ام انه هو الاخر متضامن ، فما هو رأيه و رده اذا ما هدده احد ما قد يكون هو عمر الصنهاجي بقطع رأسه في حالة ما اذا خالفه الرأي في احد الشؤون الداخلية لحزبهما و ما هو رأ ي السيد بنكيران الامين العام للعدالة و التنمية ؟.
لنطمئن فالمغرب كبير و سيبقى كبيرا شامخا بشعبه و ملكه و مؤسساته و عاش الشرفاء و الاوفياء .