هكذا تؤثر التغيرات المناخية على صحة الأفراد؟
صرح العالم دي ارميد كامبل ليندروم، من منظمة الصحة العالمية، أن تغير المناخ يحمل تأثيرات مباشرة على الصحة، حيث يمكن أن تكون درجات الحرارة المرتفعة، خاصة في المدن، غير صحية بشكل خاص للأفراد الذين يعانون من حالات صحية مسبقة أو في فئة الكبار.
وأوضح ليندروم، وفق ما أفاد به موقع “العربية.نت” أن هذا التغير يمكن أن يزيد من انتشار الأمراض المعدية ويسهم في ظاهرة الجفاف، مما يؤدي إلى حدوث حرائق غابات أكثر قوة، مع تداول الهواء الملوث الناتج عن هذه الحرائق والذي يساهم في زيادة حالات الوفاة.
ولفت إلى أن تأثيرات تغير المناخ قد تتسبب في جعل بعض المناطق غير صالحة للسكن بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر وظاهرة الغمر للمناطق الساحلية.
وأضاف ليندروم أن السيناريوهات المستقبلية لتغير المناخ لا تبدو مبشرة، حيث يتوقع أن تصبح درجات الحرارة القياسية التي شهدتها العديد من المناطق حول العالم هي القاعدة السائدة في السنوات القادمة، مع تكرار موجات الحر والظواهر المناخية الشديدة، مما يتسبب في تأثيرات صحية سلبية وتحديات كبيرة للمجتمعات البشرية.
وفي هذا السياق، حذر ليندروم من زيادة انتقال الأمراض المعدية التي ينقلها البعوض، مثل الملاريا وحمى الضنك، وأمراض الإسهال والكوليرا، نتيجة لتغير نمط الأمطار وتأثيره على البيئة.
وأكد على أهمية التحضير واتخاذ التدابير لمواجهة هذه التحديات وتقليل الآثار السلبية على الصحة العامة.
وأردف قائلًا إن درجات الحرارة القياسية التي يشهدها العالم حاليا ستصبح هي القاعدة السائدة حول العالم خلال عقدين من الزمن.
واستشهد ليندروم بما شهدته قارة أوروبا من درجات حرارة قياسية وموجات حارة في جميع أنحاء آسيا، والذي أدى بشكل مباشر إلى دخول أشخاص إلى المستشفيات بشكل كبير، وأن الأمر وصل إلى أعداد كبيرة من الوفيات، فيما يمكن أن يكون، لسوء الحظ، جزء من السيناريوهات التي يمكن أن يراها العالم بالمستقبل.
وعلى مستوى الأفراد، قال ليندروم إن الخبر السار هو أن هناك الكثير الذي يمكن القيام به، والذي يشتمل في بعض أجزائه على مجرد إدراك المخاطر الصحية الناجمة عن تغير المناخ، بمعنى أن الأشخاص الذين لا يتحملون درجات الحرارة المرتفعة لأسباب متعددة يمكنهم حماية أنفسهم عن طريق الترطيب، من خلال البقاء بعيدًا عن الشمس والانتباه إلى تحذيرات الطقس. وأضاف أنه يتعين على الجميع، كأفراد، أن يصبحوا أكثر ذكاءً تجاه المناخ من أجل حماية صحتهم في المقام الأول.