الأخبارسياسةمستجدات

هذه هي العناصر المثيرة في الرسالة المنسوبة لناصر الزفزافي

الخط :
إستمع للمقال

منذ الإعلان عن الرسالة المنسوبة لناصر الزفزافي متزعم حراك الحسيمة، الموجود حاليا قيد الاعتقال اتصلنا ببعض المحللين المتخصصين في دراسة الخطاب والتواصل وقدموا لنا دراسة مستفيضة لأسلوب الرسالة ومقارنته بالأسلوب الخطابي لناصر الزفزافي، وقد اخترنا من هذه المقارنة الملاحظات التالية:

أن كاتبيها تعمدوا توظيف بعض المصطلحات المرجعية لناصر الزفزافي، ومنها مثلا استخدامهم لالفاظ التقديس”الريف الشامخ المقدس….حراكنا المبارك…عبد الكريم الخطابي رضي الله عنه..تحويل الحراك إلى نور مبارك ..وغيرها”.

استخدام ألفاظ وصفية للنداء والتعبير تعتبر مرجعية عند الزفزافي “ايها الاحرار، أيتها الحرائر..المرأة الريفية الحرة والعفيفة…شباب الريف الشامخ..”

لكن المحللين للاسلوب الخطابي لناصر الزفزافي اكتشفوا عناصر دخيلة وغريبة على اسلوب الرسالة المنسوبة إليه ومنها مثلا:

ان ناصر الزفزافي يقع عادة ضحية اخطاء إملائية ونحوية كثيرة في اسلوبه الخطابي بينما ثبتت سلامة أسلوبه الكتابي من مثل هذه الاخطاء،مما يحتمل معه مراجعة الرسالة وتصحيحها بشكل دقيق قبل نشرها،وهو ما قد لا يتاح للشخص المنسوبة إليه خاصة وأنه موجود داخل السجن.

اعتماد كاتبي الرسالة على النص القرآني السليم من خلال الآيات الكريمة التي تم الاستدلال بها في الرسالة، وهو ما لم نعهده عند ناصر الزفزافي الذي لا يتوفر على معرفة دينية او حفظ قرآني مما جعل أخطاءه كثيرة ومتكررة في خطبه.

وجود ألفاظ أدبية عاطفية واستعطافية وذاتية جديدة لم يعتد ناصر الزفزافي استخدامها في خطابه ومنها “أطبع قبلة على جباهكم العالية، وانحني لاقبل الأرجل الطاهرة لنساء الريف الابي..”.

استخدام اسلوب ينهل من الأساليب المنقولة عن القاموس التقدمي واليساري في السبعينيات،والمتأثرة قديما بأساليب النضال الفلسطيني الذي جسدته اشعار واغاني المقاومة، ومنها مثلا:”الوطن الجريح…ما هنت في زنزانتي،وما صغرت أكتافي أمام سجاني .”..

أسلوب مستورد من قواميس العمل النقابي والحزبي الذي عادة ما لا يستخدمه ناصر الزفزافي في كلامه وخطابه ومنه مثلا:”ونحن نرسم مسيرة الحرية والنضال والكرامة..المحاولات اليائسة لإسكات صوت الحرية الذي خرج من استشهاد الشهيد. حماية المفسدين والمتآمرين والخائنين للبلاد والعباد…”.

لكن أبرز ما شد انتباه المحللين لخطاب ناصر الزفزافي، بل أثار استغرابهم الكبير هو تحوله في بعض الفقرات إلى أسلوب مشبع بالوطنية والوحدة الترابية، بعيدا عن لغة الانتماء الجغرافي والقبلي الضيق الذي كان حاضرا في كل خطبه، حيث كان قاموسه اللغوي محدودا في المنطقة الجغرافية للريف والحسيمة ومن هذه الفقرات الواردة في الرسالة:”تحية احترام لكافة اخواننا في ربوع الوطن من شماله الى جنوبه،..عبرتم من خلالها عن وطنيتكم الصادقة..،أيها الاحرار في المغرب والعالم..ضدا على مصالح الوطن الغالي”.

حرص كاتبو الرسالة على قلب خطاب ناصر الزفزافي رأسا على عقب تحويل بعض فقراته الى أسلوب شبه متزن ورصين ، كما هو الحال في”مطالب اقتصادية واجتماعية بسيطة لازلنا نناضل من اجلها…ايهامنا بوعود كاذبة حول مشاريع تنموية وهمية وغير قابلة للانجاز،ولم يسلم من كذبهم ومؤامراتهم حتى ملك البلاد..”.

حرص كاتبو الرسالة ان يجعلوا من ناصر الزفزافي زعيما أكبر من سنه ولغته وثقافته، وان يحولوه ايضا الى مرجع رمزي يوحي بالقداسة، ولعل من يقرأ وصاياه يخيل له ان الكاتب شيخا بلغ من الكبر عتيا ،او أنه حين يوصي بما يوصي به يوجد حينها على فراش الموت “أوصيكم بنبذ العنف والتطرف ..انبهكم بعدم الانجرار وراء مكائد من يريد بكم سوء،فمن رمى حجرة فقد خان الحراك والمعتقلين، ومن كسر زجاجا فليس من الحراك، ومن خرج عن مطالبنا فليس من الحراك..”الا يتعلق الأمر هنا بالوصايا والحكم الموجودة في الثرات الديني والادبي…

كثيرة هي الملاحظات التي استخرجها محللو الاسلوب الكتابي والخطابي لناصر الزفزافي، وقد اخترنا منها هذه الفقرات للتأكيد لأن الامر يحتاج الى تحقيق عميق حول من يوجد وراءها، فناصر الزفزافي لا يمتلك هذا الاسلوب الكتابي، وهذا القاموس الادبي، وهذه المعرفة الدينية، وهذه الثقافة اللغوية وهاهو ينفي عن نفسه هذا التلفيق ويتبرأ منه نصا ومضمونا وصياغة وخط يد فمن يوج وراءها إذن :فمن يوجد وراءها؟وماذا يريد كاتبها او كتابها في هذا الوقت بالذات؟ وماهي اهدافهم ونواياهم بالضبط؟؟؟.

بعض مضامين الرسالة المنسوبة لناصر الزفزافي اعتدنا قرائتها على صفحات الفايسبوك و سماعها من اشخاص معنيين بما يقع في الريف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى