يُشكل استمرار الالتزام المغربي بقرارات مجلس الأمن، أحد أهم الدلالات الكبرى التي حملها لقاء المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، قائد المنطقة الجنوبية، محمد بريظ، برئيس بعثة المينورسو، ألكسندر إيفانكو، وقائد قواتها، الجنرال فخرول أحسان.
ويتجه المغرب بخطوات ثابثة لتجاوز تحرشات الجبهة الانفصالية، وبالتالي رسم طريق واضح المعالم في علاقته مع الجنوب من خلال إطلاق مبادرات كبرى من شأنها أن تساهم في تنمية المنطقة وتجاوز النزعة الانفصالية التي يروج لها أعداء الوحدة الترابية للممكلة المغربية.
وقد تباحث، الخميس المنصرم، قائد المنطقة الجنوبية والمفتش العام للقوات المسلحة الملكية المغربية الجنرال محمد بريظ، مع رئيس بعثة المينورسو، ألكسندر إيفانكو، سبل تعزيز أمن واستقرار المنطقة، حيث أن المغرب يوفر أفضل الظروف للبعثة للقيام بمهمتها في مراقبة وقف إطلاق النار.
وفي هذا السياق، قال إحسان الحفيظي، إن “هذا اللقاء يندرج في إطار الاستراتيجية التواصلية التي تعتمدها القوات المسلحة الملكية في علاقتها مع بعثة المينورسو”.
وأضاف المحلل الأمني ضمن تصريح لموقع “برلمان.كوم” أنه “لا يُمكن بأي حال من الأحوال استبعاد فرضيات الاعتداءات التي تعرضت لها المنطقة في مدينة السمارة، جراء هجمات مرتزقة البوليساريو، في المناطق التي من المفروض أنها خاضعة لمراقبة المينورسو”.
وقال الحفيظي إن “هذا اللقاء، يثير مسؤولية بعثة المينورسو في بسط سيطرتها على هذه المنطقة العازلة، باعتبارها منطقة وضعها المغرب تحت تصرف البعثة بموجب اتفاق دجنبر 1999 المتعلق بوقف إطلاق النار بين المغرب ومرتزقة البوليساريو، وبالتالي فإن هذا اللقاء، يثير مسؤولية هذه البعثة في تتبع الحفاظ على اتفاقيات وقف إطلاق النار وضمان عدم خرقها”.
وأشار ذات المتحدث إلى “عدم تعاون عصابة البوليساريو مع بعثة المينورسو، وهو الأمر الذي يُحذر المغرب من تداعياته”، مشيرا في ذات السياق إلى “التقرير الأخير للأمين العام للأمم المتحدة حول النزاع المفتعل في الصحراء، حيث نبّه إلى هذه المسألة بشكل صريح عندما تحدث عن غياب التعاون ومنع أفراد قوات المينورسو من التحرك ومن مراقبة ما يقع”، وأكد الحفيظي على أن “المغرب يعلم أن عصابة البوليساريو تُحاول استغلال هذا التوتر من أجل نقل الأسلحة للمناطق العازلة”.
ومن ناحية أخرى، أوضح الحفيظي، في تصريحه للموقع، أن المغرب “كان دوما حريصا على أن هذه المنطقة العازلة يجب أن تبقى بعيدة عن كل الأعمال والأنشطة الإجرامية، حيث تحولت، في السابق، مناطق عديدة لمساحات لتهريب الأسلحة، مثل المنطقة المعروفة باسم “قندهار” التي قام المغرب بتمشيطها وتحريرها في السابق”، مشددا على أن المملكة المغربية “لن تسمح بأن تتحول المنطقة العازلة إلى تهديد مباشر للوحدة الترابية للمملكة”.
وقال الخبير الأمني إن “تحرك الجبهة الانفصالية من خلال الأعمال العدائية تجاه المغرب من داخل المنطقة العازلة، هي نفسها الاستراتيجية التي يقوم بها النظام العسكري الجزائري في الرد على المبادرة الملكية بخصوص الأطلسي لدول الساحل، وبالتالي، الجزائر عودتنا أنه كلما أطلق المغرب مبادرة في اتجاه جنوب ــ جنوب كلما قامت بتحريك بيادقها في جبهة البوليساريو”.