غادر 81 من المهاجرين الافارقة جنوب الصحراء اليوم الخميس، مدينة سبتة إلى داخل اسبانيا، بعد إيوائهم المؤقت بمركز استقبال المهاجرين بالثغر المحتل لنحو 3 أشهر.
وكان هؤلاء المهاجرون، وأغلبهم من غينيا كوناكري، قد تمكنوا من الوصول إلى سبتة، بعد هجوم على السياج الحدود المزدوج الذي يفصلها على المغرب وتمكينهم من اقتحامه.
فرحتهم بتحقيق حلمهم، كان باديا على محياهم وهم يقفون بالمحطة البحرية لسبتة قبيل مغادرتهم، حيث كانوا يأخذون صورا تذكارية وسيلفيات، أمام أنظار الاندهاش من قبل الاسبان وغيرهم.
فإذا كان الكابوس قد انتهى بالنسبة لهذه المجموعة من المهاجرين، فإنه ما زال يؤرق باقي المهاجرين وخاصة منهم الجزائريين، لأن وضعهم لا يخضع لنفس المعالجة التي تتم بها وضعية المهجرين من افريقيا جنوب الصحراء، الأمر الذي ما فتئوا ينددون به.
أما بالنسبة للمغاربة، الذي حاولوا هم أيضا هذه المغامرة، فقد كان مصيره العودة الفورية إلى المغرب، وذلك تنفيذا للاتفاق المبرم بين البلدين.
وبذلك، فهناك من بين هؤلاء المهاجرين السريين، من غادر متجها إلى داخل اسبانيا، وهناك من ينتظر دوره، وهناك من يتسكع في شوارع المدن المغربية يتسولون لقمة العيش، وهنام من ما زال يقطع الفيافي وسط افريقيا قبل الوصول إلى المغرب، المرحلة الأخيرة قبل الانتشار على طول الوجهة الحدودية الفاصلة بين المغرب وكل من سبتة ومليلية.
كل ذلك على أمل الوصول إلى “الجنة” الاسبانية الموعودة أو ما تبقى من هذا الوهم الذي لا يوجد إلا في مخيلة هؤلاء المعذبين في الأرض.
