نسخة “الحوارات الأطلسية” تولي اهتماماً خاصاً بـ”المبادرة الأطلسية المغربية”
![](https://www.barlamane.com/wp-content/uploads/2024/12/Capture-2.png)
من المنتظر أن ينعقد في الفترة من 12 إلى 14 دجنبر 2024 بالمقر الرئيسي لمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد بحرم جامعة محمد السادس التقنية بالرباط، الدورة الثالثة عشرة من مؤتمره السنوي “الحوارات الأطلسية”، تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس.
ووفقا لبلاغ صحفي للمركز توصل موقع “برلمان.كوم” بنسخة منه “تتميز هذه النسخة التي تتزامن مع الذكرى العاشرة لتأسيس مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، عن سابقاتها في عدة جوانب. فبالإضافة إلى عودة استضافة الحدث إلى عاصمة المملكة الرباط التي احتضنت النسخ الأولى من المؤتمر منذ عام 2012، فإن هذه النسخة الحالية تتميز بالانتقال من مؤتمر ذو موضوع واحد إلى مؤتمر متعدد التخصصات، مما يعكس النضج الذي اكتسبته “الحوارات الأطلسية” على مر السنين. كما ستولي اهتماماً خاصاً بـ”المبادرة الأطلسية المغربية”، كمشروع واسع يهدف إلى انفتاح اقتصاديات دول الساحل، وذلك تنفيذا للرؤية الملكية السامية التي عبّر عنها الملك محمد السادس في خطابه بمناسبة الذكرى الثامنة والأربعين للمسيرة الخضراء”.
وأوضح ذات المصدر أن “مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد يؤكد مكانته كفاعل رئيسي في النقاشات المتعلقة بالأطلسي، ويبرز كأحد أهم مراكز الأبحاث والمؤسسات الرائدة التي تعيد تعريف العلاقات البين أطلسية. من خلال التركيز على الأطلسي الموسع الأوسع الذي يشمل دول الأطلسي الجنوبي، مضيفاأن المركز يثبت قدرته على حشد الطاقات والتأثير وتحفيز التفكير الاستراتيجي. ويستند موقعه الريادي إلى نجاحه الملحوظ في بناء الشراكات، فضلاً عن إنتاج تقارير وسرديات وتحليلات متعمقة حول التحديات الاقتصادية والجيوسياسية التي تواجه المنطقة. إحدى مبادراته البارزة هي مجموعة الإستراتيجية الأطلسية التي تم إطلاقها في عام 2015 بالشراكة مع صندوق مارشال الألماني للولايات المتحدة ومؤسسة التنمية البرتغالية الأمريكية. إن منتدى الحوار بين ضفتي الأطلسي يقدم للمؤسسات الثلاث منصة تساهم في اغناء النقاش والتفكير حول الديناميكيات التي تشكل الأطلسي”.
وقال البلاغ “يتمثل أحد الابتكارات التي أدخلت على “الحوارات الأطلسية” في هيكلة المؤتمر حول مواضيع متعددة بدلاً من التركيز على موضوع حصري، مع اعتماد نهج جديد في إدارة المؤتمر يعتمد على إقران الحوار بالعمل. ومن أبرز المواضيع التي ستتناولها نسخة هذا العام، الديناميكيات التي تأثر على الأطلسي، إلى جانب التحديات الجديدة للتعاون الدولي من منظور “الجنوب الجديد”. ويشمل ذلك استكشاف المبادرات الجديدة التي تهدف إلى تشكيل مستقبل المنطقة بطريقة بناءة وشاملة، مثل مبادرة المغرب الأطلسية التي تهدف إلى مساعدة بلدان الساحل على التغلب على العقبات التي تعترض تنميتها مع تسريع اندماجها في الاقتصاد العالمي”.
وأكد المركز على أن الدورة الثالثة عشرة من “الحوارات الأطلسية” ستركز على تأثير التوترات السياسية والاقتصادية على الجيوسياسة العالمية والتعددية. تجدر الإشارة إلى أن المؤتمر ينعقد بعد شهر من الانتخابات الرئاسية الأمريكية وقمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو بالبرازيل، على خلفية عام انتخابي (19 انتخابات) بامتياز في أفريقيا. وسيستكشف المؤتمر الحاجة إلى حوكمة عالمية فعالة في عالم يتسم بتفاقم التنافس بين القوى الكبرى، مع مراعاة مطالب “الجنوب الجديد”، من خلال حوار شامل يُبلوِر بفعالية روافع التعاون بين الشمال والجنوب.
كما ستتناول النسخة الجديدة من “الحوارات الأطلسية” مجموعة من القضايا الاقتصادية والجيوسياسية التي تعكس التغيرات التي يعرفها الأطلسي الموسع والأكثر تكاملاً، وذلك من خلال حلقات نقاش وموائد مستديرة وغيرها من الجلسات. من بين المواضيع المطروحة للنقاش: الدبلوماسية الثقافية، ونموذج الأمن الإقليمي، والبنية التحتية الذكية، وتنظيم الذكاء الاصطناعي، وغيرها من القضايا الرئيسية التي تتطلب تنسيقًا أفضل بين الشمال والجنوب. كما سيتن تقديم وجهات النظر وحلول تهم قضايا الحوكمة العالمية. حسب ذات المصدر.
ولفت البلاغ إلى أن “مؤتمر “الحوارات الأطلسية” تميز على مدار دوراته السابقة بقدرته على جمع مجموعة من الخبراء وصانعي السياسات الدوليين، الأمر الذي مكّنه من أن يضم اليوم أزيد من 1000 عضو. مجتمع يكرس جهوده للبناء الجماعي والتضامني، مع التركيز على التطور الديناميكي للسرديات كعناصر أساسية في فهمنا للعالم.
ووفقا للمركز “يتمحور مؤتمر هذا العام حول جلسات عامة ومناقشات مجموعات صغيرة، بما في ذلك عرض النسخة الحادية عشرة من تقرير “التيارات الأطلسية” الذي ينشره مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد. ويحلل هذا التقرير الجماعي السنوي، الذي نُشرت نسخته الأولى في عام 2014 والذي ستفتتح به أعمال مؤتمر هذا العام، الاتجاهات الأخيرة في حوض المحيط الأطلسي”.
وبعد الافتتاح، سيتناول الكلمة متحدثون من بينهم رؤساء دول وحكومات سابقون ووزراء حاليون وسابقون ودبلوماسيون وكبار موظفي الخدمة المدنية وباحثون وممثلون عن مراكز ومؤسسات الفكر لإثراء النقاش حول الآفاق الجديدة لمنطقة الأطلسي. وستُستكمل الجلسات العامة الإحدى عشرة، التي تغطي مجموعة واسعة من المواضيع، بعشرين جلسة جانبية تشجع على تبادل الآراء المتعمقة حول ديناميكيات الأطلسي والتحديات الجديدة للتعاون الدولي، مدعومة بالخبرة العابرة للقارات التي توفرها الحوارات الأطلسية.
وكجزء من الحوارات الأطلسية، أوضح مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، أن برنامج القادة الناشئين يعد بمثابة التزام حقيقي تجاه الشباب الأطلسي. ويهدف إلى إشراك القادة الشباب الناشئين من بلدان حوض المحيط الأطلسي في عملية صنع القرار، مُشيرا إلى أن “كل نسخة من المؤتمر ما بين 30 و50 شاباً وشابة تتراوح أعمارهم بين 35 عاماً أو أقل، يتم اختيارهم من بين مئات من الطلبات. ويمثل هؤلاء المشاركون 26 جنسية، غالبيتهم (70%) من منطقة المحيط الأطلسي”.
وبعد دورة تدريبية مكثفة لمدة ثلاثة أيام، تركز على القيادة والتفكير التصميمي لمواجهة تحديات المحيط الأطلسي الأوسع، يقدمها خبراء مشهورون، سينضم الأعضاء الجدد في برنامج القادة الناشئين إلى المؤتمر وسيتم تكريمهم في الحفل الختامي. وفقا لبلاغ المركز.
هذا ويضم مجتمع برنامج القادة الناشئين لمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد حالياً 400 عضو من 70 دولة، مما يشكل شبكة قوية وواسعة النطاق.