اذا كانت ظاهرة التحرش واغتصاب الأطفال بالشوارع والطرقات مصيبة فإن المصيبة الأعظم ،اذا ما انتقلت الى داخل المدارس وبين جدران فصولها المعدة للتعليم واكتساب الفضيلة ،على يد بعض المدرسين .
وتتحطم ثقة اولياء الأمور على صخرة بعض المرضى النفسيين وتتحول المدرسة من المكان الآمن الى مرتع لسلوكات مشينة مثل التحرش الجنسي .
ملف الأستاذ الذي تحرش بتلميذاته بدمنات، و هو في عقده السادس ،يثير تساؤلات حول كم هو عدد ضحاياه السابقين في السنوات الماضية ؟
في هذا الصدد قالت نجاة أنور ،رئيسة منظمة ” ما تقيش ولدي” ، في تصريح خصت به موقع “برلمان. كوم”: “إن هذا الأستاذ كغيره من الجناة ،وربما القضية التي أوقعته لدى السلطات، هي تفجير لما كان يمارسه واعتاد عليه منذ سنوات”.
و تأسفت المتحدثة على أن الأسر المغربية التي تعتبر المدرسة مكانا آمنا، باتت اليوم تبدي قلقها الشديد على أطفالها ،من مكان أصبح، مصدر هذه الأفعال الشنيعة .
و أفادت المتحدثة، أن جرائم الاعتداء الجنسي بالمدارس ، أصبحت تقتضي اليوم “الحرص على التربية وخاصة التربية الجنسية للأطفال” و أضافت في هذا الشأن أن المنظمة التي ترأسها أعدت “حقيبة تحسيسية جاءت كاستجابة لحاجة ملحة ، لتوعية أكبر عدد ممكن من الأطفال، على الصعيد الوطني، بظاهرة الاعتداءات الجنسية “.
و قالت نجاة أنوار “إن هذه الحملة التي تستعد لها ،موجهة للمعلمين والمربين ومهنيي التربية والمتعاملين مع القاصرين ، وذلك لمنع مثل هذه الجرائم التي تعمقت جدا وأصبحت حديث الجميع يوميا.” حسب توضيح المتحدثة .
و يذكر في هذا الصدد أن النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بأزيلال، قررت يوم السبت الماضي ، إيداع أستاذ للتعليم الابتدائي بدمنات ،رهن الاعتقال الاحتياطي، وذلك لاتهامه بالتحرش الجنسي بتلميذاته ، في انتظار أن تتم محاكمته يوم الإثنين المقبل .
وكانت مصالح الأمن بالمدينة قد وضعت المعني بالأمر، البالغ 59 سنة، رهن تدابير الحراسة النظرية للتحقيق معه حول عدد من الشكايات التي تتهمه بالتحرش جنسيا بالقاصرات وهو تحت تأثير الكحول.