الأخبارسياسةمستجدات

باحث سياسي: زفزافي ظاهرة تواصلية تطغى عليها الأنا المحلية

الخط :
إستمع للمقال

صار إسم ناصر الزفزافي “رمزا” للإحتجاجات التي لازالت بمنطقة الريف وذلك منذ “مقتل” محسن فكري سماك الحسيمة داخل شاحنة لنقل النفايات. الزفزافي الذي كان غير معروف في المدينة ولظروف خاصة انقطع عن الدراسة ولم يحصل على شهادة الباكلوريا، اشتغل في مهن متنوعة إلى أن سطع نجمه بعدما صار يستعمل خاصية “فايسبوك مباشر” لينتقد سياسة الدولة تجاه منطقة الريف ليتحول إلى ظاهرة تواصلية قسمت متابعيه بين معارضين وداعمين.

في هذا الصدد قال جمال الدنسوي باحث في العلوم السياسية في جامعة محمد الخامس بالرباط ، في حيث مع “برلمان.كوم“، إن “الزفزافي كظاهرة تواصلية، في بعض الأحيان تجد أن السياق العام لخطابه تطغى عليه الأنا المحلية، مما يشكل فرصة لمن يريد ضرب الحراك بالنزعة الانفصالية”. مشيرا أن الزفزافي يدخل أحيانا عديدة في صراعات ثانوية غالبا ما تكون محلية، لا تخدم غاية الاحتجاجات التي يقودها”.

وأوضح الدنسوي، أن “الظاهرة التواصلية للناشط الحقوقي “الزفزافي” يمكن اعتبارها ظاهرة تستحق الدراسة، لأنها شيء طبيعي أفرزه فراغ القوة على مستوى بنية المجتمع في منطقة الريف، الذي يعيش أزمة الفاعلين الرسمين، من أحزاب ومنتخبين ومجتمع مدني”.

وأضاف أن ” زفزافي ناهيك على أنه ظاهرة صحية لدينامية الظاهرة الاحتجاجية في المغرب، لما تحاول أن تخلقه من نموذج للمطالبة بالتنمية من داخل بنية المجتمع من جهة، ومن جهة أخرى لاتجاهها نحو تكريس ثقافة الاحتجاج اليومي على فشل السياسات العمومية”.

واعتبر المتحدث، أن “الظاهرة التواصلية “الزفزافية” جوهرها انساني مجتمعي فهيا تحمل بالضرورة عناصر قوة وضعف، تتجلى عناصر القوة في خمس نقاط: أولا أنه يوظف اللغة الأمازيغية الريفية في خطابه وتعبئته للموارد الرمزية، التي جعلها آلية من أجل التسلل إلى أكبر قدر ممكن من الأسر الريفية، لكي يوصل لها السياق العام الذي يتحرك فيه الحراك، وهذا يساعد على اتساع الحاضنة الشعبية للحراك في الريف”. اضافة إلى استعماله للعامية أو الدارجة المغربية التي شكلت الوعاء الحقيقي لإيصال صوت الحراك إلى أوسع فئات المجتمع المغربي، بهدف تفنيد كل المغالطات التي تلبس للحراك”.

وأضاف الباحث السياسي، أن “تميز خطاب الزفزفي بالبساطة، وابتعاده عن لغة الخشب التي غالبا ما ترتبط بالفذلكات اللغوية، واستعمال الإيديولوجية، الغير المفهومة من طرف عامة الشعب. بالإضافة إلى قدرته الكبيرة على استغلال ارتباك أخطاء الدولة في تعاملها مع الحراك على امتداد الاحتجاج في الريف، جعله يتفوق في خطابه التواصلي”.

وأشار الدنسوي، أن ” توظيف الزفزفي للوازع الديني ووضوحه فيما يخص تحديد أهداف الحراك المطلبية ووسائل الحراك السلمية جعلت له متابعين كثر”.

 

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى