تستعد شركة ميتا، مالكة “فيسبوك” و”إنستغرام” و”واتساب”، لملء مواقع التواصل الاجتماعي بشخصيات تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي خلال السنوات القليلة المقبلة، وذلك لزيادة تفاعل مستخدميها البالغ عددهم 3 مليارات شخص، حيث ستطرح الشركة مجموعة منتجات بالذكاء الاصطناعي، بما في ذلك منتج يساعد المستخدمين على إنشاء شخصيات بالذكاء الاصطناعي.
وبحسب تقرير لصحيفة “فاينانشيال تايمز”، تأتي خطوات “ميتا” فيما يخوض عملاق التكنولوجيا منافسة مع شركات التكنولوجيا الأخرى لجذب الجمهور الأصغر سنًا والاحتفاظ به على منصاتهم.
وفي هذا الصدد، أفاد كونور هايز، نائب رئيس “ميتا” المختص بمنتجات الذكاء الاصطناعي التوليدي: “نتوقع أن تتواجد شخصيات الذكاء الاصطناعي هذه بالفعل، بمرور الوقت، على منصاتنا، بالطريقة نفسها التي توجد بها الحسابات”. مضيفا أن شخصيات الذكاء الاصطناعي هذه سيكون لها سيرة ذاتية وصورة شخصية، وستكون قادرة على إنشاء ومشاركة المحتوى المدعوم بالذكاء الاصطناعي على المنصات.
وأبرز على أن “أولولية” شركة ميتا على مدى العامين المقبلين هي جعل التطبيقات “أكثر تسليةً وتفاعلًا”، وهو ما يتضمن التفكير في طريقة جعل التفاعل مع الذكاء الاصطناعي أكثر اجتماعية. مشيرا على أن مئات الآلاف من الشخصيات تم إنشاؤها بالفعل، باستخدام أداة إنشاء الشخصيات بالذكاء الاصطناعي، التي أطلقتها الشركة في يوليوز في الولايات المتحدة، لكن أغلب المستخدمين احتفظوا بهذه شخصيات لأنفسهم حتى الآن.
ويشار أنه في شتنبر الماضي، طرح تطبيق “سناب شات” أدوات تعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي لمساعدة المبدعين في تصميم شخصيات ثلاثية الأبعاد لتجارب الواقع المعزز، مما ساهم في زيادة بنسبة 50% على أساس سنوي في تفاعل المستخدمين مع عدسات الذكاء الاصطناعي على المنصة.
ويختبر تطبيق “تيك توك”، المملوك لشركة بايت دانس الصينية، مجموعة من المنتجات تحمل اسم “Symphony”، والتي تمكن العلامات التجارية والمبدعين من استخدام الذكاء الاصطناعي للإعلان. كما تتيح مجموعة الأدوات هذه إنشاء مقاطع فيديو للمنتجات باستخدام مدخلات نصية، وترجمة المحتوى إلى لغات أخرى.
ومن جهتها، طرحت “ميتا” أيضًا للمستخدمين أداة لإنشاء مساعد بالذكاء الاصطناعي، يمكنه الرد على أسئلة المتابعين. فيما تخطط الشركة لإطلاق برنامج إنشاء مقاطع فيديو من نصوص في العام المقبل، مما يسمح لصناع المحتوى بأن يضعوا شخصيتهم في مقاطع فيديو تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي.
هذا ويحذر خبراء، وسط هذا النهج السريع لتبني الذكاء الاصطناعي، من أن المحتوى الذي يتم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي يحمل مخاطر، منها إمكانية استخدام هذه الشخصيات لنشر معلومات مضللة.