مجتمع

موسى برهومة: واهم من يعادي الحساسيات الدينية ليقول.. أنا مختلف

الخط :
إستمع للمقال

الكاتب موسى برهومة، واحد من أهم الكتاب الذين تطرقوا لموضوع الإفطار في رمضان، بالنظر للجدل القائم حول هذا الموضوع، الذي يتكرر مع حلول شهر رمضان، خصوصا وأن المجتمعات العربية أصبحت تعد واحدة من الدول الحاضنة للأقليات المتعددة، الأمر الذي يكون مدعاة أساسية لإثارة النقاش حول الإفطار العلني في رمضان.

في هذا الصدد، يشار إلى أن  الكاتب قدم مجموعة من الكتابات والمؤلفات التي تطرق من خلالها للجدل القائم حول موضوع الإفطار العلني في رمضان، وهو الأمر الذي كان مدعاة أساسية لتدارس هذا الموضوع.

واهم من يعادي الحساسيات الدينية ليقول: أنا مختلف

يستهل معظم كتاباته التي تصب في هذا الموضوع، بالتأكيد على أنه يُخطئ كثيراً من يتوهّم أنه يُحقّق نصراً إنْ هو عارض الحساسيات الدينيّة، أو تصادم مع الأعراف الاجتماعيّة، بزعم أنه “ليبرالي” أو “علماني” أو شخص غير متديّن.

وفي هذا السياق يشير الباحث، إلى انتفاء القيمة المرتجاة من التغنّي بالخمر، والمجاهرة بالإفطار في شهر رمضان، بذريعة أنّ الإفطار حريّة شخصيّة، وليس على الدين أن يُقيّد البشر، وأنه على الدولة أن تضمن الحريات المدنية لمواطنيها من دون ضغط أو إكراه أو تضييق.

انتهاك حرية الآخر…يقوض مشروع العلمانية

“المعضلة ليست هنا أبداً، إنها في مكان وسياق مغايرين؛ فإنْ كنتَ تدعو إلى فكرة نبيلة، فمن المستحسن أن تجمع النّاس عليها، وتحبّبهم بها على قاعدة الآية الكريمة: “ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك”. يقول المفكر موسى برهومة.

ويردف القول “أما أن تخرج، أيها الليبرالي أو العلماني، على البشر، في مجتمع محافظ دينياً، شاهراً سيجارتك، وماضغاً علكتك، ومتباهياً بترنّحك، غير عابىء بمشاعر الصائمين، فهذا أشدّ ما يشوّه العلمانية والليبرالية، ويقوّض مشروع التنوير، ويؤكد أنّ من يفعل ذلك لا يفقه شيئاً عن جوهر العلمانية باعتبارها ضمانة لممارسة متكافئة للحرية لسائر الأفراد في المجتمع”.

و يشير في هذا الصدد أن بعض ردود أفعال من ينتسبون إلى التيارات الليبرالية والعلمانية، تعكس ضيق أفق في النظر إلى الحريات، وبخاصة الدينية منها.

وثمة من يعتقد أنّ الإقرار أو الامتثال لما تمليه السلطة الدينية في مجتمع غالبيته المطلقة مسلمون، مثلاً، يعني التنازل لهذه السلطة عن الحرية الشخصية.

وبالتالي يتوجب معاندة هذه السلطة من خلال القيام بأفعال استفزازية كالإفطار العلني في شهر رمضان، والاستخفاف بمشاعر الصائمين عبر تقصّد إيذائهم بالتدخين أو الطعام والشراب في الأماكن العامة، والهزء بطقسهم الديني، ووصفه بأنه “مجرد جوع لا طائل منه.

الحرية الشخصية لا تعدم خصوصية الآخر

يؤكد الباحث ذاته، أن هناك مجموعة من التصورات المغلوطة التي تكشف سطحية وضحالة في النظر إلى الحرية، ويصدر أصحابها عن وهم بأنّ الحرية الشخصية لا تتم إلا على أنقاض حرية الآخر.

موضحا أن العقل الإقصائي لدى بعض الليبراليين والعلمانيين يضيق بالآخر المختلف، ويود الإلقاء به في البحر، ليتخلص من عبء مزاحمته في الفضاء العام، وهو إذ يفعل ذلك فإنه يتخلّص من أهم ما يعتنقه: التسامح، التعايش، احترام الحقوق المتساوية والمتكافئة للجميع، وتوقير الحساسيات الدينية، مراعاة الوجدان الجمعي…

بيْد أن تلك الصورة المتبلورة في السياقات الاجتماعية والثقافية، لا يجوز إسقاطها على المجتمعات العربية، والمطالبة بأن يتمّ التعامل مع المفطر في عمّان أو القاهرة كالمفطر في روما أو باريس، وتلك أغلوطة لا ينفك يرتهن إليها بعض الليبراليين والعلمانيين الذين يريدون تفكيك المجتمع وتثويره وتخليصه من إرثه الديني.

بناء على ما سبق، يتبين أنه في غمرة ذلك كله، لا عجب أن تكون صورة الليبرالي والعلماني في المجتمعات العربية ملتصقة بالكفر والإلحاد، والتحلّل الأخلاقي، والفساد الاجتماعي، والانتهازية، والإدمان على المخدرات والكحول، والتفكّك العائلي، والخيانات التي تعصف بالكثير من الأسر، بالنظر لوجود مجموعة من الأفكار المتناقضة التي يعتنقونها، ويدعون إلى ضرورة تطبيقها في المجتمعات المحافظة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى