تدارس مجموعة من الباحثين والمختصين، أمس الجمعة، خلال فعاليات «موسم أصيلة الثقافي الدولي الـ44»، في دورته الخريفية، ندوة تحت عنوان “الصحراء الكبرى: من الحاجز إلى المحور”.
ودعا أنخيل موراتينوس مندوب الأمين العام للأمم المتحدة، خلال ندوة افتتاح موسم أصيلة الثقافي الدولي، في دورته ال44، فرنسا أن تتوقف عن ممارسات العهد الإمبريالي، وتغير مواقفها إزاء دول إفريقيا، محملاً المسؤولية للأوربيين في تقسيم إفريقيا، وعلى رأسها فرنسا التي ساهمت في التشرذم والتفكك الذي تعرفه منطقة الصحراء الكبرى بأفريقيا والأوضاع المترتبة عنه.
وقال أنخيل موراتينوس، وزير الخارجية الإسباني الأسبق، والممثل السامي لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة، إن “إفريقيا الفرنسية انتهت والاستعمار الأبوي لا وجود له الآن“ في إشارة إلى انتفاضة عدة دول إفريقية ضد فرنسا.
ونبه موراتينوس، ضمن أطوار الندوة المتعلقة بـ “الصحراء الكبرى من الحاجز إلى المحور” إلى أن “إفريقيا كانت بدون حدود منذ عشرة قرون، حيث كانت التجارة تنطلق، عبر مناطق إفريقيا في اتجاه أوروبا” وكان الناس يتنقلون بحرية إلى أن قرر الأوربيون في مؤتمر برلين سنة 1884، تقسيم إفريقيا وخلق حدود للدول الوطنية تلبية لطموحات جيوسياسية.
وأشار ذات المتحدث إلى أن المدخل المركزي لعودة إفريقيا هو توطيد الجانب الثقافي الإفريقي، وتعزيز التواصل بين الدول الإفريقية نفسها، مضيفا أن“المغرب وإسبانيا يمكنهما لعب دور في هذا الإطار عبر تقديم بديل ضمن محور التعاون “الإفريقي المتوسطي، الأوروبي”.
ودعا وزير الخارجية الإسباني الأسبق، الأمم المتحدة إلى التدخل لصالح المجتمعات واستقلالها وابتكار آليات جديدة لفض النزاعات، وكذا إشراك الجميع لخلق حركة سياسية تعطي فرصة لشعوب الصحراء الإفريقية”.
كما شدد المسؤول الأممي، على ضرورة إعمال العدل والمساواة وغيرها من المبادئ الكونية التي من شأنها أن تتجاوز حالة التفكك وتكفل العيش المشترك للشعوب الأفريقية، مبرزا أن دول الصحراء تحتاج بنيات تحتية وتنمية اقتصادية واجتماعية و ثقافية وخصوصا الشق المتعلق بالتاريخ.
من جانبه أوضح أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس ومسير أطوار الندوة، زكرياء أبو الذهب، أن ملف الصحراء الكبرى وباستحضار الإكراهات التي يعرفها، موضوع متشعب فاقمته بنية المنطقة والتدخلات الخارجية وتنامي حركات التطرف والجماعات الانفصالية والطائفية والإرهاب.
ودعا أبو الذهب، إلى ضرورة التفكير في آليات استباقية للحد من المخاطر والتحديات المتنامية، والانخراط في مبادرات إيجابية مايسمى بتعاون واندماج جنوب جنوب، مشيرا إلى أن المملكة المغربية خبيرة في هذا الجانب.