الأخبارمجتمعمستجدات

مندوبية التامك تطلق برنامج “الجامعة بالسجون” في نسخته الثالثة

الخط :
إستمع للمقال

تطلق المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج برنامج الجامعة بالسجون في نسختها الثالثة، في إطار جامعة خريفية بالسجن المحلي راس الماء بفاس، والتي تنظمها المندوبية العامة حول موضوع “التأهيل الروحي للسجناء: أي دور في تحصين الذات وتغذية الروح ؟ “.

ويأتي تنظيم هاته الجامعة بعد أسبوع من تنظيم مهرجان ثقافي بالسجن المحلي بخريبكة لفائدة السجناء من أصول افريقية بشراكة مع مؤسسة مهرجان السينما الافريقية بخريبكة، مما يعكس دينامية متجددة، ونمطا جديدا من البرامج المعتمدة من طرف المندوبية العامة، قائما على بيداغوجية المقاربة بالكفاءات في برامج الإدماج، الثقافية والتعليمية منها على وجه الخصوص، وبما يمكن السجناء من تملك المعرفة واستدماج القيم الصحيحة والفضلى للمجتمع والقدرة على تجسيدهما فكرا وسلوكا.

ويأتي اختيار موضوع هاته الجامعة الخريفية حسب بلاغ مندوبية السجون، استجابة للتجاذبات الرائجة حول مقاربة الشأن الديني في الحياة المجتمعية وما يتصل بذلك من اشكاليات على مستوى تطوير العلاقات الاجتماعية والانسانية على أسس الاختلاف البناء والتعايش السلمي والفهم المتبادل. كما يستمد راهنيته ووجاهته من خطورة المشاكل الناتجة عن تنامي التطرف العنيف في مجتمعاتنا والتي تدعو الى التساؤل عن المنهج الواجب اتباعه في مكافحتهما واشاعة التسامح والفكر المتنور واختراق التصلب الواقع في الذهن الجماعي والفردي للعديد من المتطرفين، وهي معركة تستلزم التسلح بالثقافة والعلم، وبالقيم المجتمعية الكونية كمرجعية أساسية في تأويل النصوص الدينية واعمالها كرقابة أو منهج للسلوك في مجتمعاتنا الحديثة.

وهكذا تمت برمجة ضمن فقرات برنامج الجامعة الخريفية خمس محاضرات وست ورشات على مدار يومين، منها أربع ورشات سيؤطرها سجناء استفادوا من برنامج مصالحة، أحدهم حظي بالعفو المولوي السامي بعد الاستفادة من هذا البرنامج، بالإضافة الى نشاطين ثقافيين موازيين.

واختير كموضوع للمحاضرة الأولى التي سيلقيها الدكتور أحمد العبادي “التأهيل الروحي تحصين للذات ضد التطرف” ويتناول اشكاليات عدة مرتبطة بدور الدين والتشبع بالقيم الدينية الصحيحة المبنية على التكافل والتسامح والتحلي بمكارم الأخلاق وجميل الصفات وتجذير تقاليد السلوك السلمي في مجتمعاتنا، في تحصين الفرد والذات ضد التطرف والغلو والاختلاف المبني على الاصطدام ورفض وإلغاء الآخر. ولا شك أن تناول هاته الاشكاليات بالتحليل والتدقيق في المفاهيم والمرجعيات من شأنه أن ينير المتلقي ويضعه في الإطار السليم لتمثل مقومات المواطن الصالح والفاعل في المجتمع.

اما المحاضرة الثانية والتي سيلقيها كل من الأستاذ عبد الله معصر والأستاذ عبد الصمد غازي، فتتناول موضوع “المنهج التزكوي ومفهوما الجهاد والتضحية في نشر الدين – نشر الاسلام في افريقيا نموذجا” ويعالج الموضوع الاشكاليات والمغالطات المتصلة بمفهومي الجهاد والتضحية في نشر الدين واشاعة مبادئه، وكذا بالشروط المنهجية القائمة حول تنزيلهما بما يتماشى والمنهج التزكوي السليم. كما لا يخلو الموضوع من اهمية على مستوى حجم وابعاد وخصوصيات حضور الاسلام في افريقيا وماهية الاختلافات والتقاطعات ذات الصلة على مستوى الحدود الجغرافية، خاصة من حيث حضور الاسلام وتمثل مبادئه السمحة والصحيحة.

وبخصوص موضوع المحاضرة الثالثة التي سيلقيها الأستاذ المصطفى الرزرازي فجاء حول “الامن الروحي في المجتمع – المبادئ والآليات والاهداف” ولا شك أن العناية الروحية بالفرد والجماعة مدخل اساسي لتحقيق الامن والاستقرار المجتمعي، ومن صلب الاهتمام بصحة المواطن النفسية وتفاعلاته مع المحيط بعيدا عن قيم الصراع والعنف والكراهية. كما أن الموضوع مناسبة لبسط الآليات الكفيلة بتحقيق الامن الروحي في المجتمع سواء تعلق الامر بدور العلماء في التربية الدينية أو بمراقبة دور العبادة وتحديث طرق التدريس في المجال الديني أو بطرق تناول الإعلام للشؤون الدينية.

وبخصوص “التصوف الاسلامي وعولمة الاسلام” والذي يشكل موضوعا للمحاضرة الرابعة التي سيلقيها الدكتور محمد الطوزي، فلاشك أن أهميته تكمن في الاهتمام المتنامي بالتصوف الذي اضحى نزوعا كونيا يفترض ملؤه للفراغ الروحي للإنسان المعاصر ومعالجته لمظاهر الاستيلاب النفسي والسلوكي.

اما المحاضرة الخامسة والتي سيلقيها الأستاذ عبد الوهاب الفيلالي، فهي مناسبة لوضع “قراءة في الخطاب الشعري الصوفي” ومعالجة الاختلاف والتعدد القائمين حول تحليله من مختلف جوانبه النفسية والتواصلية وخصائصه اللغوية والتعبيرية.

أما فيما يتعلق بالورشات المبرمجة ضمن فعاليات الجامعة الخريفية فتتناول في شق منها موضوعين في غاية الاهمية، الاول حول دور المرأة في التأهيل الروحي والعمل الاجتماعي، وستحاضر فيه الأستاذة فريدة زمرد والثاني حول تجليات المنهج الصوفي في الادب والفنون وسيحاضر فيه الدكتور محمد التهامي الحراق. كما أنها تتناول في جانب آخر مواضيع تعنى بالحسبة بين النظر الاسلامي والتطبيق العملي، واختراق الفكر المتطرف والجريمة المنظمة، تم النظر الشرعي في العلاقة بين تأشيرة الدخول الى بلدان أجنبية وحيثيات التعاقد، وأخيرا الوساطة والاعتدال دامغة للتطرف والغلو استنادا لقوله تعالى “بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق” وكلها ورشات سيؤطرها سجناء ابانوا خلال مسارهم التعليمي داخل المؤسسة السجنية عن جدية وانضباط ورغبة جامحة في التحصيل. والجامعة مناسبة لتمثل نظرائهم من السجناء بصفاتهم ونهج نفس مسارهم التعليمي.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى