الأخبارمستجداتملف الأسبوع

ملف الأسبوع: هل يُعيد تقديم ملف ثلاثي بين المغرب والجزائر وتونس لمونديال 2030 إحياء الإتحاد المغاربي

الخط :
إستمع للمقال

شكلت خسارة المغرب في معركة الترشح لإستضافة كأس العالم سنة 2026 أمام الملف الثلاثي المشترك بين أمريكا وكندا والمكسيك، صدمة قوية ليس للمغاربة فقط وإنما لبلدان الوطن العربي ودوله من المحيط إلى الخليج، حيث ضجت صفحات الإنترنيت ومواقع التواصل الإجتماعي بالتدوينات والمقالات والعبارت المهمومة والمندفعة تضامنا مع المغرب وتنديدا بالتصويت ضده من طرف السعودية ولبنان والأردن والعراق والإمارات والكويت والبحرين.

وقد خلف ذلك الكثير من ردود الأفعال موازاة مع تنويه الشارع والجمهور العربي وإشادته بالموقف الذي أبانت عنه الجزائر ومصر وليبيا وسلطنة عمان وفلسطين والسودان وسوريا وتونس وقطر واليمن موريتانيا وجيبوتي والصومال وجزر القمر، في التصويت ودعم المغرب للظفر بالحلم الذي ظل يرواده طيلة السنوات الماضية ملكا وحكومة وشعبا في إستضافة هذا الموعد الكروي العالمي ونيل شرف تنظيمه.

ومع كل هذا فقد أعلن المغرب رسميا مواصلته التمسك بالحلم والإستعداد للترشح وإستضافة كأس العالم سنة 2030، وذلك في خضم النقاش حول تقديم ملف ثلاثي مشترك بين المغرب والجزائر وتونس والدعوة له بحجة أن الملفات المشتركة باتت تملك اليوم كما يبدو حظوظا قوية للفوز بتنظيم المونديال الرياضي أكثر منها ملفات الترشيح الأحادية والفردية.

وهو النقاش الذي أعاد إلى الواجهة إمكانية إحياء الإتحاد المغاربي من جديد والمطالبة بجعل الحدث الرياضي العالمي المذكور فرصة مواتية لطي الخلافات السياسية الإقليمية القائمة منذ عقود بين المغرب والجزائر وتقريب وجهات النظر وتغليب المصلحة العامة بما سينعكس إيجابا على الشعوب المغاربية ولما سيرافقه من تعزيز للهدف النظري للإتفاقية المؤسسة لهذا الإتحاد بمراكش سنة 1989، المبنية على فتح الحدود وتسهيل حرية التنقل للأفراد والسلع. بالإضافة إلى التنسيق الأمني ونهج سياسة مشتركة بمختلف المجالات الإقتصادية والثقافية والإجتماعية.

وبالرغم أن تقديم الملف الثلاثي المتوقع بين المغرب والجزائر وتونس وفي حال فوزه لايمكنه المساهمة موضوعيا في إحياء الإتحاد المغاربي بشكل كلي وقطعي بسبب قضية الصحراء  المغربية المستعصية، إلا أن بإستطاعته فتح المجال لوقفة ذاتية من طرف الأنظمة السياسية للإتحاد المغاربي وشعوبه البالغة حوالي 100 مليون نسمة، والتساؤل عن الإستفادة وراء عدم تفعيله بالنظر إلى توفر جميع المقومات الكفيلة بإحياءه من طاقات بشرية وبترولية وغازية هائلة ومساحات جغرافية وبحرية شاسعة، والعناصر اللغوية والدينية والهوية والثقافية المشتركة.

ناهيك أن تصور الملف الثلاثي المشترك بين المغرب والجزائر وتونس لإستضافة كأس العالم سنة 2030، من شأنه إعادة الثقة وتقوية التعاون الثنائي الذي يعتبر وبحسب الخبراء والمتخصصين في إشكالية الإتحاد المغاربي أحد المداخل الرئيسية لإعادة بعثه وتفعيله، مثل تنمية التعاون الثنائي بين المغرب والجزائر، والتعاون بين تونس وموريتانيا، ونفس الأمر مع ليبيا، حتى يتم الوصول تدريجيا إلى رؤية إقتصادية وسياسية مشتركة، ووضع المشكلة والعائق الرئيسي بين قوسين قضية الصحراء المغربية وتركها جانبا وبيد الزمن والوقت عسى أن يتكفلان بحلها.

ثم إن تصور الملف الثلاثي لإستضافة كأس العالم سنة 2030، قد يجد أرضيته الخصبة في ظل الجهود الدبلوماسية والسياسية التونسية منذ سنوات وما عملته الحكومات المتعاقبة ما بعد الثورة وببراغماتية إيجابية وقيامها برحلات مكوكية بدول الإتحاد خصوصا بين المغرب والجزائر لإعادة بعث الإتحاد المغربي، عبر رؤية إستراتيجية وواقعية تتجاوز الخلافات وتسعى إلى عدم تأثر أي من الأطراف بالقضايا المعيقة وبمراجعة شاملة لمؤسسات وأسس هذا الإتحاد وإعادة هيكلته.

وإذ ذاك الحين وأيا ما تكون نتائج تصور وضع الملف الثلاثي المشترك بين المغرب والجزائر وتونس في الترشح لمونديال 2030 ومدى إسهامه في إحياء الإتحاد المغاربي، فإن ذلك يبقى كفيلا بالإرادة الخالصة ومقرونا بتأثير وضغط الساحرة المستديرة على مراكز القرار بالبلدان الثلاثة وخاصة الجزائر على إعتبار أن الكرة مستقبلا ستكون بملعبها عبر التخلص من تمثلات الماضي وتمظهراته والقبول بفتح صفحة جديدة ربما تتفوق الرياضة فيها على السياسة وتنتصر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى