الأخبارمستجداتملف الأسبوع

ملف الأسبوع: جهة العيون الساقية الحمراء.. مشاريع متقدمة وتنزيل سليم للجهوية

الخط :
إستمع للمقال

تعتبر جهة العيون- الساقية الحمراء من أهم جهات المملكة المغربية وأثقلها وزنا على المستوى السياسي والجغرافي وتضم في نفوذها كل من العيون كبرى حواضر الأقاليم الجنوبية وبوجدور وطرفاية و عدد من الجماعات الترابية، بالإضافة إلى مدينة السمارة التي أرجعها القانون التنظيمي والتقسيم الترابي الجديد إلى جهتها الأصل وجعلها من بين التحديات المطروحة أمام المجلس الجهوي ذو ال 39 عضوا 16 عشر منهم عن العيون، و9 أعضاء عن السمارة، و9 أعضاء عن بوجدور، و5 أخرين عن إقليم طرفاية.

وبالرغم من مرور حوالي 3 سنوات على أخر إنتخابات جماعية وجهوية تشهدها الأقاليم الجنوبية بعد دستور 2011 إلا أنه من الملحوظ أن جهة العيون وبتركيبتها الجديدة قد مرت بمراحل ومحطات هامة ورئيسية منها على سبيل المثال الزيارتين الملكيتين بمناسبة إطلاق النموذج التنموي الخاص بالأقاليم الجنوبية.

فضلا عن محطات أخرى حظيت بإهتمام الرأي العام المحلي وإنتباهه، وذلك في ظل عدد من الإنتقادات الموجهة من هنا وهناك  للمجلس بشأن تركيز جهده التنموي والمالي بحوالي 80 بالمئة على مدينة العيون فقط دون الأقاليم الثلاثة المتبقية خصوصا السمارة التي تعتبر الأكثر إحتياجا بالنظر للتأخر التنموي الذي تعيشه من خلال صور عديدة أهمها دور الصفيح والبناء العشوائي ب مخيما “الربيب” و “الكايز” واللذان تنكرت لهما الجهة كما يقول منتقدوها وتملصت سيما بعد بذل وعود إنتخابية من طرف الأغلبية المسييرة بمعالجة أزمة السكن والإنكباب عليها في حال فوزها والقضاء على الصفيح بشكل نهائي.

هذا من جانب أما من جانب أخر فإن ما يميز جهة العيون هو طبيعة المجلس والهدوء  الذي يطبع دوراته وإجتماعاته مقارنة مع باقي الجهات الجنوبية والشمالية على حد سواء، حيث يصف الكثير من متتبعي الشأن المحلي رئيسها حمدي ولد الرشيد ب “المرتاح” في تدبيره لشؤون الجهة ولم يسبق أن واجه أي طعن أو دعوى قضائية لا من وزارة الداخلية أو من طرف المعارضة على غرار ما جرى مع رئيس جهة الداخلة- واد الذهب، ويجري حاليا مع رئيس جهة كلميم- وادنون، حيث يتم تفسير الأمر لعدة أسباب هو أنه المجلس الجهوي الوحيد بالمغرب الذي تسيره أغلبية من لون حزبي واحد (حزب الإستقلال)، ثم طبيعة الشخصية التي يتسم بها الرئيس والتي توصف بالمرنة والغير متعصبة.

ناهيك عن إنسجام وتناغم مكونات وأطياف المجلس الجهوي بشكل أصبحت المعارضة تتشابه فيه مع الأغلبية ويصعب التفريق بينهما، وهو ما أكده رئيس الجهة “حمدي ولد الرشيد” في تصريح ل “برلمان.كوم” بأن أعضاء مجلسه يتحلون بروح المسؤولية والتضامن بإعتبار أن الصراع الإنتخابي إنتهى ساعة إنتخاب المكتب الذي يسيير الجهة، وأن تشكيلة المجلس إنخرطت في بلورة المشروع الذي أعطى إنطلاقته صاحب الجلالة، بكل تجرد وحسن نية، نافيا وجود أي حساسية أو خلاف بين الأعضاء من كلا الفريقين.

وأضاف ولد الرشيد أن جهة العيون- الساقية الحمراء تعد رائدة على المستوى الوطني من حيث إستكمال الهياكل والقوانين الداخلية والتنظيمية والشروط المتعلقة بمخطط التنمية الجهوية والذي تم الإنتهاء منه داخل الأجل القانوني، مسترسلا بأن الجهة التي يترأس قد شرعت في الإنتقال فعليا إلى الإختصاصات الذاتية المتجلية في التنمية الجهوية وإنعاش الأنشطة الاقتصادية ودعم المقاولات، وتطوير السياحة، وإحداث مناطق للأنشطة الاقتصادية، وسياسة التكوين المهني، وتنظيم النقل داخل الجهة، وبناء وتحسين وصيانة الطرق القروية غير المصنفة والعمل على الرفع والتجويد من البنية التحتية وذلك ضمن رؤية مستقبلية وبما يعود بالأثر والنفع على الجهة وأقاليمها وساكنتها.

وتابع حمدي ولد الرشيد أن جهة العيون تساهم بشكل كبير في إرساء دعائم الجهوية المتقدمة من خلال العديد من التدخلات، مشيرا إلى دورها في الديبلوماسية الموازية ودورها  إشعاع المملكة المغربية والدفاع عن مغربية الصحراء وثوابت الوطن ومقدساته.

ولم يفوت المتحدث الفرصة بالإشادة بوزارة الداخلية واصفا إياها بالشريك الإستراتيجي والقوي للجهات الإثنتي عشرة، في تنزيل مشروع الجهوية وترجمته على أرض الواقع لا على المستوى المركزي أو الجهوي بولاية جهة العيون معتبرا  أن مؤسسة “الوالي” مساعدة بشكل فعال في إنجاح وتنفيذ المقررات الخاصة بالمجلس وفي تقصير المسافة أمام الفاعل والمنتخب السياسي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى