ملف الأسبوع: تاريخ التصوف في المغرب.. عوامل الظهور والتجدر
![](https://www.barlamane.com/wp-content/uploads/2018/04/Erradi-460x276.jpg)
يجمع معظم المؤرخين في عالم التصوف على أن هذه الحركة دخلت إلى المغرب مع دخول الإسلام، متبعة في ذلك ما تميز به سلوك وأخلاق الرسول (ص) والصحابة وتابعيهم.
المتتبع لتاريخ التصوف في المملكة، سيلاحظ أن هذه الحركة ساهمت في ظهورها عدة عوامل، واتسمت بعدة خصائص تميزها عن التصوف في المشرق، رغم تأثرها أحيانا ببعبض الأعلام البارزة في العالم العربي.
وفي هذا السياق، أوضح الدكتور مولاي عبد الله الوزاني، “أن الحديث على التصوف يحيلنا مباشرة على الأخلاق والقيم، والسلوك المثالي. والإسلام دخل بهذه القيم إلى المغرب”، مشيرا إلى أن أهل التصوف حملوا زهد الرسول وتقواه، وحاولوا أن يحافظوا عليه.
وأبرز المتحدث في حديث مع “برلمان.كوم“، أن هذه الحمولة الأخلاقية التي حملها التصوف دخلت المملكة بقوة، بتجدد دخول الإسلام أي مع مجيء المولى إدريس الأكبر، وهكذا ظهر عدد من الأعلام الذين برزوا بهذه القيم المتمثلة في الزهد والاستقامة، والتوجه إلى الله، وتغليب حب الآخرة على حب الدنيا.
وفي ذات الاتجاه، أبرز المتحدث أن التصوف لم يظهر بالشكل الذي نراه اليوم، أي بتنظيمات وطرق ومدارس، “إلا مع أحد أقطاب التصوف المغربي وهو مولاي عبد السلام بن مشيش، دفين جبل العلم بالقرب من مدينة العرائش”.
وتتميز الحركة الصوفية في المغرب، بتنظيم التصوف حول المجال التربوي بالخصوص، وبرزت هذه الخاصية مع عبد السلام بن مشيش ومع تلامذته، وفق تعبير المتحدث، الذي أشار إلى أن التصوف المغربي ترسخ مع ظهور أعلام من قبيل سيدي محمد بن سليمان الجازولي وتلامذته، وعبد العزيز التباع، ومولاي عبد الله الغزواني، وظهرت بعد ذلك العديد من الزوايا من أمثال الزاوية العيساوية في مكناس، والزاوية الوزانية في وزان، بالإضافة إلى الزاوية الدلائية الشاذلية في الأطلس.