الأخبارثقافة

ملحمة المغرب المشرق…في الميزان

الخط :
إستمع للمقال

 

برلمان

تابع المغاربة عبر قنوات الاعلام العمومي عملا جمع عددا من وجوه الفن والموسيقى والتمثيل والمسرح المغاربة من داخل وخارج ارض الوطن، في ما سمي “بملحمة المغرب المشرق” التي ضمت عددا من الوقفات الموسيقية التي تعبر عن نمو البلاد وازدهارها في عهد ملك البلاد محمد السادس، الى جانب التعبير عن الولاء والوفاء للملك الانسان وللقائد الصالح الذي يبني يدا بيد مع ابناء وطنه بيتا عامرا وامنا يضرب مثلا للامم.

الا ان وقع الملحمة في الاوساط الشبابية وبين كثير من المتواصلين على مواقع التواصل الاجتماعي لم يكن بالضرورة ايجابيا، فكثيرون اعترضوا على ان يتولى مهمة كتابة وتلحين العمل اجانب، مع وجود طاقات مغربية وشعراء مغاربة كان بمقدورهم تقديم الملحمة بالوزن والوجه الذي كان من المفروض ان تظهر به للنور، فالعنزي الذي صاغ شعر هذه الملحمة اثار استياء العديد من الشباب لكون كلماته سطحية وهزيلة وخالية من الحمولة الجمالية والشعرية التي يحتاجها عمل فني يحمل اسم “الملحمة”.

كما ان غياب الابداع والثراء اللغوي والجهوي الذي كان من شأنه اثراء العمل واضفاء طابع الشمولية على العمل، اثر في صورة “الملحمة” التي بدت مقتصرة على جهة دون اخرى، وعلى مكون دون اخر.

فانضاف الى هزالة المفردات وغياب الابداع وتكرار المعاني، احادية الطرح وخلوه من تنوع المغرب واختلاف روافده. هذا ان لم نتحدث عن جودة اللحن والاحترافية على مستوى الاخراج، الذي قدم صورا غير كافية عن وجه المغرب المتميز ثقافيا وتاريخيا وسياحيا، بحيث نقل صور متواضعة عن مواقع من هنا وهناك، في اقصاء لاقوى حاضرات البلاد ومزاراتها ومعالمها.

ان حضور فنانين كبار من وزن نعيمة سميح، محمود الادريسي، نجاة اعتابو، الى جانب وجوه شبابية متألقة كاسماء لمنور، عبد الفتاح لجريني، دوزي وجنات قد جعله عملا مقبولا صواتيا فقط، مع تسجيل افتقاره لكل المكونات الاخرى، التي برهنت على عدم اهلية مؤلف “الملحمة” او عجلته التي كانت من الشيطان.

ان الاعمال الفنية الضخمة التي اديت منذ عقود، باقلام وافكار مغاربة مقتدرين، جعلت أعمالا ك :

“هو المغرب”  و “ايه امة المغرب” أو “ياموطني نلت المراد”  جد مميزة، حيث يقول الشاعر:

يا موطني اياك اهوى ابدا—حرا طليقا ظافرا ممجدا

مادمت حيا لن ترى مقيدا—ولن تعيش بعد الا سيدا

وحتى الاعمال التي استعملت الدارجة المغربية حملت صدى طيبا وتناقلتها ألسن الصغار والكبار مغاربة وعرب ك: “العيون عينيا” و “نداء الحسن” التي حملت اسمى المعاني بأقوى الكلمات واعذب الالحان.

ان مقارنة هذه الاعمال الضخمة بملحمة “العنزي” يجعلنا نتساءل هل يستحق “المغرب المشرق” لقب ملحمة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى