الأخبارمجتمعمستجداتملف الأسبوع

ملف الأسبوع: مكناس.. مركز الزوايا الدينية والأضرحة وقبلة لغذاء الروح

الخط :
إستمع للمقال

تحتل الأضرحة والزوايا جزءا كبيرا من الموروث الثقافي لمدينة مكناس، وتحكي هذه الأضرحة وعددها 138 ضريحا، قصص تاريخ عريق، وإنتاج خطاب حولها من الناحية الدينية، والقدسية والتاريخية، والسياسية، يتطلب من جانب التوثيق، المزيد من البحث والتنقيب في أمهات الكتب والمراجع التاريخية، خصوصا أن جوانب منسية من تاريخ هذه الأضرحة لازالت غائبة على مجموعة من الباحثين.

وشكلت الأضرحة والزوايا مكانة مهمة لدى ساكنة مكناس، حيث لا يكاد يخلو حي من أحياء المدينة من ضريح أو زاوية دينية، خاصة على مستوى قلب المدينة العتيقة حيث تنتشر عشرات الأضرحة والزوايا التي تجذب سنويا مئات الآلاف من الزوار والمريدين الباحثين عن غذاء الروح من خلال “الحضرات” تجليات الذكر والمديح التي تحتضنها هذه الزوايا، وعلى رأس هذه الأضرحة نجد “الشيخ الكامل”، الذي يقع على مستوى منطقة باب الجديد بالمدينة القديمة بمكناس، والذي يشتهر على الصعيد الوطني بموسمه السنوي “المليود”، الذي ينظم خلال ذكرى عيد المولد النبوي، حيث يحج إليه آلاف مريدي ومحبي الطريقة الصوفية “العيساوية” نسبة إلى مؤسسها الهادي بنعيسى الملقب أيضا بالشيخ الكامل، بالإضافة إلى عدد من الزوايا المنتشرة بالمدينة خاصة على مستوى المدينة القديمة، كزاوية الشيخ الكامل، وزاوية سيدي قدور العلمي، والزاوية التيجانية والحبيبية.

وجوابا على سؤال كيف توفر هذه الزوايا والأضرحة التي تنتشر فوق تراب العاصمة الإسماعيلية، غذاء روحيا لأهل المدينة ومريدي هذه الأماكن، قالت ليلى الرحماني، منسقة الزاوية الأمينية الغازية، وهي من أتباع هذه الزاوية منذ ما يزيد عن 18 سنة، إن دور الزوايا والأضرحة الدينية يتجلى أساسا في تنوير طريق الباحث عن الخالق، حيث تسهر هذه الزوايا على تربية مريديها على الالتزام بحسن الخلق للوصول إلى أعلى درجات الرضا عن النفس وكذا تغذية الروح التي خلقها الله عز وجل من خلال “الحضرة” وفق الطرق الروحانية المتناقلة أبا عن جد منذ مئات السنين، وكذا من خلال جلسات الذكر والمديح، هذا بالإضافة إلى تغذية الروح من خلال الأعمال الاجتماعية وذلك بتوفير مساعدات غذائية للمحتاجين من خلال الذبائح والولائم والقيام بأعمال خيرية إنسانية للصالح العام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى