شهد الجنوب الشرقي في الأسابيع الماضية، ومدينة مراكش أمس الأحد، موجة من الفيضانات التي تسببت في أضرار جسيمة وخلقت حالة من الفوضى والهلع بين السكان، وكشفت هشاشة البنية التحتية وتقاعس المسؤولين في القيام بدورهم.
وجاءت هذه الفيضانات نتيجة للأمطار الغزيرة التي هطلت على المنطقة، مما أدى إلى ارتفاع منسوب المياه بشكل مفاجئ. وفي ظل هذه الأوضاع الصعبة، تزايدت الدعوات إلى ضرورة اتخاذ تدابير فعالة لمواجهة تأثير الفيضانات والتكيف مع التغيرات المناخية التي أصبحت تشكل تهديدًا متزايدًا.
وفي تصريح لموقع “برلمان.كوم”، تناول الخبير البيئي مصطفى بنرامل تأثير الفيضانات على المناطق الهشة بالمغرب، مشددا على ضرورة اتخاذ تدابير عاجلة لمواجهة هذه الظاهرة المتزايدة مع اقتراب فصل الشتاء.
وأشار بنرامل إلى أن الفيضانات تمثل تحديا كبيرا يتطلب استجابة استراتيجية شاملة تجمع بين الحلول الهندسية والبيئية والاجتماعية.
وأكد بنرامل على أهمية تطوير البنية التحتية المائية، بما في ذلك بناء السدود والحواجز المائية، لتحسين التصريف ومنع تجمع المياه.
كما دعا إلى تعزيز أنظمة الإنذار المبكر باستخدام تقنيات حديثة مثل الاستشعار عن بُعد، مما يتيح التنبؤ بالطقس القاسي وتحذير السكان قبل حدوث الفيضانات.
وتناول الخبير أهمية إعادة تشجير المناطق المتضررة، حيث يساعد الغطاء النباتي على تثبيت التربة وتقليل الجريان السطحي.
واعتبر أن التوعية المجتمعية تعد عنصرا أساسيا في الاستجابة للفيضانات، مشددا على ضرورة رفع مستوى الوعي لدى السكان حول كيفية التصرف في حالات الطوارئ.
وفي ختام تصريحه، دعا بنرامل إلى تعزيز التنسيق بين الجهات الحكومية والمحلية، مع إيلاء أهمية خاصة للتعاون مع المنظمات البيئية والخبراء، لتطوير استراتيجيات مستدامة تضمن حماية الأرواح والممتلكات.
وأكد أن التحديات المناخية تتطلب مقاربة شاملة وفعالة، خاصة مع التغيرات المناخية التي تهدد مناطق الجنوب الشرقي المغربي.