معلومات عن الحزب اليميني المتطرف مُتصدر انتخابات فرنسا
تأسس حزب الجبهة الوطنية (Front National) الفرنسي اليميني المتطرف في 5 أكتوبر 1972 على يد جان ماري لوبان، بهدف الدفاع عن “الهوية الفرنسية” ومحاربة الهجرة.
وتولى جان ماري لوبان رئاسة الحزب حتى نهاية عام 2011، حيث خلفته ابنته مارين لوبان.
ويضم الحزب تيارات فكرية متعددة، من قدماء من عاشوا في الجزائر إبان احتلالها، إلى الكاثوليك التقليديين، وأتباع نظام فيشي.
ويركز الحزب على القومية الفرنسية، معارضة الهجرة، خاصة من المسلمين، ورفض الشيوعية والاتحاد الأوروبي، كما يرفض زواج الشواذ والإجهاض، وأعلن مؤسسه معاداة الولايات المتحدة بعد سقوط جدار برلين.
وشهد مسار الحزب في الانتخابات التشريعية والرئاسية تذبذبا، حيث حقق قفزة كبرى في انتخابات 1986 بفوزه بـ35 مقعدا في البرلمان، ومع تغيير النظام الانتخابي، تراجعت نتائج الحزب في انتخابات لاحقة، ففي رئاسيات 2002، أحدث جان ماري لوبان مفاجأة بتأهله إلى الجولة الثانية، لكنه خسر أمام جاك شيراك.
وفي 2011، تولت مارين لوبان قيادة الحزب، وأعلنت نيتها الترشح لرئاسيات 2012، حيث حصلت على حوالي 18% من الأصوات في الجولة الأولى، وتحت قيادتها، حقق الحزب نجاحات ملحوظة في الانتخابات المحلية لعام 2015، متصدرا الجولة الأولى في عدة مناطق.
وفي مارس 2018، أدانت محكمة الاستئناف العليا في فرنسا جان ماري لوبان لإنكاره محرقة الهولوكوست، وفرضت عليه غرامة قدرها 30 ألف يورو.
ومارين لوبان نأت بنفسها عن تصريحات والدها وأعلنت سلب رئاسته الفخرية للحزب، وفي مارس 2018، اقترحت مارين تغيير اسم الحزب إلى التجمع الوطني (Rassemblement National) بهدف التخلص من ماضي الحزب المرتبط بالعنصرية ومعاداة السامية، وهو ما وافق عليه أعضاء الحزب في يونيو 2018، مع الحفاظ على شعار الشعلة.
في الخامس من نوفمبر 2022، فاز جوردان بارديلا بانتخابات رئاسة الحزب خلفا لمارين لوبان، وأصبح بارديلا أول زعيم للحزب من خارج أسرة لوبان منذ تأسيسه عام 1972.
وانتخب بارديلا بنسبة 85% من أصوات المؤتمرين من أعضاء الحزب، وهو ينحدر من عائلة ذات أصول إيطالية، كما أن جدته لأبيه من أصول جزائرية.
وفي يونيو 2024 فاز حزب التجمع الوطني في انتخابات البرلمان الأوروبي عن فرنسا، وتصدر النتائج بحصوله على 32% من الأصوات، بينما حصل حزب النهضة الليبرالي (حزب الرئيس إيمانويل ماكرون) على 15.4%.
ودفعت هذه النتائج ماكرون إلى حل البرلمان الفرنسي والدعوة إلى انتخابات تشريعية مبكرة نهاية الشهر نفسه، داعيا الناخبين الفرنسيين إلى قطع الطريق على اليمين المتطرف.
غير أن نتائج الانتخابات التشريعية المبكرة كرست تقدم حزب التجمع الوطني، وتصدر الجولة الأولى التي جرت يوم 30 يونيو 2024، إذ حصل هو وحلفاؤه على أكثر من 34% من الأصوات، وبلغت نسبة المشاركة نحو 70%.
أما تحالف اليسار المسمى “الجبهة الشعبية الوطنية” فقد حصل على نحو 29%، فيما حصل معسكر حزب ماكرون على نحو 21%.