الأخبارمجتمعمستجدات

مصطفى سلمى يحكي مأساة الاختطاف والإبعاد وقصة وهم كبير

الخط :
إستمع للمقال

في نص عميق إنسانيا، يقدم مصطفى سلمى ولد سيدي مولود باختصار وبلغة مركبة وواضحة في نفس الوقت مأساة جيل من الصحراويين تم اقتلاعه من أرضه وشحنه بالأوهام ، ومأساته الشخصية المستمرة منذ تم إبعاده عن مخيمات تندوف وعن أسرته بعد تعبيره عن موقف لم يرض المتسلطين على محتجزي تندوف والمخابرات الجزائرية.

فيما يلي هذا النص البديع:

حررت و حرر مسقط رأسي و ﻻ زلت أبحث عن الحرية.

في عملية اسمتها جبهة البوليساريو تحرير السمارة ( 6 أكتوبر 1979) سقطت قذيفة مدفع محررة على منزلنا بالمدينة فحررت الأرض من ثقله، و حررت أرواح أختاي البتول و المعلومة من جسديهما البريئين و دفنتهما تحت الأنقاض، و جرح الوالد جرحا بليغا في الرأس. وعند انسحابها، أخذت القوات المحررة معها 700 صحراوي، قالت إنها حررتهم.

كنت وإخوتي ووالدتي الحامل في شهرها السابع المكلومة من فقد ابنتيها و أب أوﻻدها من جملة المحررين. لم يتح لنا التحرير القسري فرصة دفن ابنتينا القتيلتين، وﻻ معرفة مصير والدنا الذي تركناه مدرجا بدمائه.

مضت سنون أنستنا ما حدث، وانسجمنا مع شعارات الثورة والتحرير حتى كدنا نعتقدها حقيقة، لوﻻ ان عادت الجبهة من جديد لتذكرنا بتشتيتنا فوق ما كانت قد احدثت فينا من فرقة في الماضي. ففي شكل آخر من اشكال التحرير، حرر مني مسقط راسي (بلدة مهيريز) في 2010.

عند تحريري اخذتني القوات المحررة من السمارة الى تيندوف التي ليس لي فيها أحد، وعند تحرير ارضي مني أخذتني نفس القوات من مسقط رأسي الى نواكشوط وليس لي فيه أحد.
بعد ثلاثة عقود من التحرير اليها، قالت لي الجزائر التي ﻻ تزال تحتضن أسرتي، لست مني و لن ترى ابناءك فوق ارضي وبعد التحرير الثاني قالت موريتانيا التي آوتني، لست مني وﻻ تستطيع ان تجتمع بأبنائك فوق ارضي، وبلباقة يطلبون ان احررهم من حرج استضافتي.

فأصبحت بسبب تحريري وتحرير ارضي مني رغما عني، في حاجة لمن يحررني ويحرر أبنائي من الأمكنة التي حررنا اليها او منها ويحرر الأمكنة التي ننتمي اليها كي اتحرر ويتحرر أبنائي من اللجوء في موريتانيا و الجزائر، و تجتمع عائلتنا حرة في ارضها الحرة، و ﻻ تعود لنا حاجة للجوء او الضيافة عند احد.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى