تعتبر الصحة بمدينة السمارة من بين القطاعات التي ليست على ما يرام ولم تصل بعد للمستوى المنتظر منها بالعاصمة العلمية للأقاليم الجنوبية، حيث أن المستشفى الوحيد بالإقليم يدق ناقوس الخطر وفاقد لمبدأ الإستمرارية أحد المبادئ الخاصة بالمرفق العام بسبب ندرة الموارد البشرية بالمقارنة مع الخدمات الصحية التي من المفروض تقديمها للساكنة.
والأخطر في الأمر أن قسم الولادة بذات المستشفى ليس فيه أي طبيب حاليا وأي حالة ولادة جديدة يجب عليها التوجه مرغمة لمدينة العيون التي تبعد ب 266 كلم، وغالبا ماتضع النسوة أثناء الطريق وفي غياب أبسط الظروف الصحية الملائمة.
وتسود مدينة السمارة حالة من الإستياء الشديد إتجاه هذا الوضع في ظل الغياب المتكرر لما يتميز به المستشفى من خلال قلة الأطباء بأقسامه الأربعة فقسم الطب العام مثلا يعيش على وقع الغيابات المتكررة لأطباءه الإثنين، كما أن طبيب القلب غائب هو الأخر بسبب عدم توفر الأجهزة التي يحتاج لها في تخصصه، وكذلك طبيب العظام وطبيب العينين وإختصاصي المعدة.
هذا وكانت وكالة تنفيذ المشاريع بجهة العيون قد خصصت 60 مليون لإعادة تأهيل المركز الإستشفائي بمدينة السمارة ورصدت له مبلغ 60 مليون درهم وهو ما يطرح السؤال عميق عن مافائدة التأهيل والتوضيب إن لم تكن الموارد البشرية الطبية المختصة حاضرة ومتواجدة بعين المكان.