متقلب، يميل للوحدة والانغلاق، والانكفاء عن الذات، وفي أحيان كثيرة يكون عصبيا ويميل للتفكير بصوت مرتفع، كما أنه شديد الصراخ. لكنه يظل شخصا مسالما، هذه معظم الصفات التي تميز مرضى التوحد، الذي يعتبر مرضا نادرا، يفتقر في المغرب للمختصين القادرين على تحقيق المواكبة والمتابعة الضروريتين في هذا السياق.
الأسباب المباشرة، التي تؤدي لهذا المرض، تتسم بنوع من الغموض، بالنظر إلى كون الأبحاث العلمية، لم تتمكن بعد من تقديم تفسيرات علمية في هذا الصدد، بالرغم من أن هناك محاولات لربطها بالتطور التكنولوجي الذي يشهده العالم.
وتم تفنيد هذه الفرضية، لوجود عدة حالات مماثلة لشخصيات تركت بصمتها عبر التاريخ في مجموعة من المجالات العلمية المتعددة.
الثاني من أبريل يوم اختارته الجمعية العمومية للأمم المتحدة كيوم عالمي للتحسيس بالتوحد، فرصة لا تستغلها معظم المنابر الإعلامية على النحو الأنسب، في أفق تسليط الضوء على هذا المرض النادر، من أجل خلق وعي عام حوله، كون أن بعض الدراسات تؤكد ارتفاع عدد الحالات التي أصبحت مهددة بالغصابة بهذا المرض قبل الولادة.
دنيا زيد الخير، أخصائية علاج طبيعي، اختصاص توحد تفيد في إحدى مقالاتها التي تناولت من خلالها موضوع التوحد، أن العلامات الدالة على الإصابة بهذا المرض متعددة، والتي يمكن إجمالها في:
تأخر في النطق، الايكولاليا، مشكلة تغيير نغمة الصوت، وطبقة الصوت، صعوبة في التواصل غير اللفظي، تجنب الاتصال البصري، لغة الجسد، السلوكيات النمطية الروتينية، صعوبات في التأقلم تجاه أي تغير في روتين حياتهم، تمسكهم بروتين الزمان والمكان.
في السياق ذاته، تشير المتحدثة أن التعبير عن مشاعرهم يرفقه رفرفة اليدين أو التنطيط على الرجلين، الدوران، العزلة، صعوبة في التفاعل الاجتماعي، وعدم الاهتمام بالآخرين أو بمشاعرهم، التركيز الشديد، الانطوائية، الجلوس على وضع، حساسية عالية تجاه لمسهم.
يتضح أن هذا المرض، ينضاف لمجموع الأمراض الحساسة، التي تقتضي نوعا من العناية والمواكبة الخاصة، وفي ظل غياب البرامج الحكومية، والمساعدات المادية التي يجب توجيهها خدمة لهذا الغرض، تتفاقم المشاكل المطروحة في هذا الصدد.
تظل الأسرة المسؤول الأول والأخير، الذي تلقى على عاتقه مسؤولية الرعاية والتأهيل، الأمر الذي يستدعي الفهم الجيد للحالة، والوعي بمتطلباتها اليومية، في أفق مساعدة الطفل على تجاوز المعيقات، التي تحد من قدرته على الاندماج، خصوصا وأن العزلة عن المجتمع تزيد في معظم الأحيان من حدة الانعكاسات السلبية المترتبة عن هذا المرض.